حينما نعمل مع الأفراد ذوي الإعاقة فإننا نقوم بقياس مستوى تقدمهم في الأهداف الموضوعة لهم لأنها تشكّل قراراتنا تجاه البرنامج العلاجي. و قد تشمل هذه السلوكيات سلوكيات نريد تقليلها مثل: الصراخ، نوبات الغضب، إيذاء الذات أو سلوكيات نريد زيادتها مثل: الطلب، تعلم القراءة، والعد. في بداية مرحلة جمع البيانات سنضع أولاً السلوك المستهدف في مصطلح قابل للقياس. على سبيل المثال عند قول: يقوم فهد بالصراخ، فهنا السلوك المستهدف غير واضح! بينما عند قول: يقوم فهد بالصراخ بشكل مستمر لمدة 10 دقائق، فهنا أصبح السلوك أكثر وضوحًا ودقة.
هذه الصياغة ستساعد كل شخص يجمع البيانات على معرفة ما يجب قياسه وما لا يجب قياسه حتى نتمكن من التأكد من دقة بياناتنا وموثوقيتها. ثم نقيس السلوكيات المستهدفة باستخدام مجموعة متنوعة من الطرق المختلفة. هذا سيمكننا من تحديد ما إذا كانت الإجراءات التي وضعناها لها التأثير المطلوب. نقوم بتحليل السلوك وتقييم فعالية البرنامج بناءً على البيانات التي نجمعها، في مقالنا نستعرض بعض طرق جمع البيانات.
أمثلة عن قياس السلوك غير المباشر:
– التكرار وهو عدد مرات حدوث السلوك
فعندما نرغب في زيادة حدوث السلوك المرغوب مثل: سلوك طلب المساعدة، سنبدأ بحساب عدد المرات التي يطلب فيها الطفل المساعدة أثناء أداء المهمة الكتابية.
وعندما نرغب في خفض حدوث السلوك غير المرغوب مثل: البكاء، سنبدأ بحساب عدد المرات التي يبكي فيها الطفل.
تستخدم هذه الطريقة إذا كانت الملاحظة ثابتة من وقت لآخر وإذا كانت الفرصة المتاحة لحدوث السلوك متساوية من وقت إلى آخر.
– المعدل وهو تكرار الطالب للسلوك في فترة زمنية محددة
عندما نرغب في زيادة سلوك الطلب على سبيل المثال: إذا أراد الطفل الحصول على قطعة بسكويت المفضلة لديه وقام بالطلب 15 مرة في 5 دقائق فإن معدل سلوكه هو 15 ÷ 5 = 3 استجابة في الدقيقة، وإذا أجاب الطفل عن عشر مسائل بشكل صحيح خلال 5 دقائق فإن معدل سلوكه هو 10÷5=2 استجابة في الدقيقة الواحدة.
وعندما نرغب في خفض سلوك غير مرغوب فيه مثل القيام من الكرسي، سنقوم بملاحظة السلوك خلال 30 دقيقة، إذا حدث السلوك 10 مرات فإن معدل سلوكه هو 30 ÷ 10 = 3 مرات.
– المدة الزمنية وهي المدة التي يقضيها الطالب في سلوك ما.
على سبيل المثال زيادة سلوك مرغوب فيه: قراءة الطفل لكتاب لمدة 10 دقائق.
على سبيل المثال تقليل سلوك غير مرغوب فيه: بكاء الطفل لمدة 15 دقيقة.
أمثلة عن قياس السلوك المباشر:
وهذه الأمثلة لأساليب القياس المباشر تستخدم مع أنواع محددة من السلوكيات، هناك سلوكيات قد لا تدخل في هذا النوع من القياس.
– الفاصل الزمني الجزئي وهو قياس ما إذا كان السلوك حدث أم لم يحدث خلال فترات زمنية محددة.
مثال: يمكنك تقسيم اليوم إلى فواصل زمنية مثل 30 دقيقة يمكنك الإشارة في ورقة البيانات إذا ما ظهر السلوك المشكل في أي وقت خلال هذه الـ 30 دقيقة. ستكون الفكرة بالنسبة لهم أن يكون لديهم فترات أقل وأقل من السلوك المشكل مع مرور الوقت.
فإذا كان السلوك يحدث بشكل متكرر ولمدة قصيرة نستخدم فواصل زمنية مثل الثواني، وإذا كان السلوك لا يحدث بشكل متكرر ولكن يحدث لمدة طويلة فنستخدم فواصل زمنية طويلة مثل الدقائق.
– الفاصل الزمني الكامل وهو قياس ما إذا كان السلوك قد حدث لفاصل كامل.
مثال: يواجه طفلك صعوبة مع الاستمرار في المهمة عند أداء الواجبات المدرسية. يمكنك بدأ الملاحظة بـ 30 دقيقة و تقسيمها إلى 5 فترات زمنية وتقوم بملاحظة الفترة التي يحدث فيها السلوك بشكل كامل، هل يحدث السلوك في 3 فترات كاملة أم فترتين أم لا يحدث.
– تسجيل العينات الزمنية اللحظية وهو قياس السلوك في لحظات محددة.
مثال: تريد أن يقوم طفلك بترتيب الألعاب ولكنك لا ترغب في مشاهدته طوال الوقت. تنظر إليه في لحظات معينة في الوقت المناسب لترى ما إذا كان يقوم بترتيب ألعابه أم لا. يقوم الملاحظ بتسجيل حدوث السلوك أو عدم حدوثه فقط عند الانتهاء من كل فاصل زمني.