هل هو توحد؟ أم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

17 أكتوبر 2021

قد يبدو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) والتوحد متشابهين إلى حد كبير. يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بأي من الحالتين من مشاكل في التركيز. يمكن أن يكونوا مندفعين أو يجدون صعوبة في التواصل. قد يواجهون مشكلة في الواجبات المدرسية وتكوين العلاقات. على الرغم من تشابههما في العديد من الأعراض، إلا أنهما حالتان مختلفتان. اضطرابات طيف التوحد هي سلسلة من اضطرابات النمو التي يمكن أن تؤثر على المهارات اللغوية والسلوك والتفاعلات الاجتماعية والقدرة على التعلم. أما اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فيؤثر على طريقة نمو الدماغ وتطوره. ويمكن أن يكون الطفل مصاب بكلا الحالتين.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات أن يعيشوا حياة سعيدة وناجحة، ويساعد تشخيص الأطفال بشكل صحيح ومبكر في الحصول على العلاج المناسب حتى لا يفوتهم التطور والتعلم.

كيف يختلفون؟

راقب كيف ينتبه طفلك. يعاني المصابون بالتوحد من التركيز على الأشياء التي لا يحبونها، مثل قراءة كتاب أو حل لغز. ولكن قد يركزون على الأشياء التي يحبونها، مثل اللعب بلعبة معينة.

اما الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا ما يكرهون ويتجنبون الأشياء التي تتطلب منهم التركيز.

يجب عليك أيضًا الانتباه إلى مهارات التواصل. على الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من أي من الحالتين قد يستصعبون التفاعل مع الآخرين، إلا أن المصابين بالتوحد قد يكون لديهم وعي اجتماعي أقل بالآخرين. غالبًا ما يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، وقد لا يتمكنون من الإشارة إلى شيء يرغبونه، ويجدون صعوبة في التواصل البصري.

من ناحية أخرى، قد يتحدث الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه دون توقف. قد يقاطعون الكلام عندما يتحدث شخص آخر أو يتداخلون بشكل كبير. أيضا، ضع في اعتبارك موضوع الحديث. يمكن لبعض الأطفال المصابين بالتوحد التحدث لساعات حول موضوع يهتمون به.

عادة ما يحب الطفل المصاب بالتوحد الترتيب والتكرار. لكن الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد لا يحب التكرار والترتيب، حتى لو كان ذلك يساعده. قد يرغب الطفل المصاب بالتوحد في الحصول على نفس نوع الطعام في مطعمه المفضل، أو يصبح مرتبطًا بشكل مفرط بلعبة أو قميص واحد. يمكن أن ينزعجوا عندما يتغير الروتين. ولكن الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يحب القيام بنفس الشيء مرة أخرى أو لفترات طويلة.

التشخيص

إذا كنت تعتقد أن طفلك مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو التوحد، فتحدث إلى طبيب طفلك. لا يوجد شيء واحد يمكنه تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من أي من الحالتين أو كلاهما. يمكنك أن تبدأ مع طبيب الأطفال، والذي قد يحيلك إلى شخص مختص في المجال.

لتشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يبحث الأطباء عن نمط من السلوكيات مثل التشتت والنسيان، وعدم المتابعة، ووجود صعوبة في الانتظار، والتململ أو الارتباك. سيطلبون التعليقات من الآباء والمعلمين وغيرهم من الذين يعتنون بالطفل. سيحاول الطبيب أيضًا استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.

يبدأ تشخيص التوحد بإجابة أحد الوالدين على استبيان حول الطفل، غالبًا حول السلوكيات التي بدأت عندما كان صغير جدًا. قد تتضمن الاختبارات والأدوات الإضافية المزيد من الاستبيانات والاستطلاعات وقوائم المراجعة، بالإضافة إلى المقابلات والأنشطة المرصودة.

العلاجات

قد يكون من الصعب حتى على الأطباء التمييز بين هذه الحالات، ولكن من المهم أن يحصل طفلك على العلاج المناسب.

لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع للتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. عادة ما يبدأ الأطفال الأصغر سنًا بالعلاج السلوكي، وقد يصف الطبيب دواءً إذا لم تتحسن الأعراض بشكل كاف. و يحصل الأطفال الأكبر سنًا على كليهما. قد تتغير أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وطريقة علاجها مع مرور الوقت.

يمكن أن يساعد علاج السلوك والتخاطب والعلاج الوظيفي الأطفال المصابين بالتوحد على التواصل والتعايش بشكل أفضل. لا يمكن للطب علاج التوحد، ولكنه قد يجعل الأعراض ذات الصلة مثل صعوبة التركيز أو الطاقة العالية أسهل في التعامل معها.

ترجم بتصرف

https://www.webmd.com/add-adhd/childhood-adhd/adhd-or-autism