يشار إلى مصطلح التعميم عندما يحدث السلوك المتعلم خارج بيئة التعلم. ويعتبر التعميم الهدف الرئيسي للذين يعملون مع الأفراد من ذوي الإعاقة و يزيد من احتمالية نجاح المتعلم لأداء المهمة بشكل مستقل وعدم الاضطرار إلى الاعتماد على مساعدة معلم معين أو أدوات موجودة فقط في مكان تعليمي واحد،
غالبًا قد تواجه صعوبة في تعميم الطفل لمهارة ما، فيتعلم الطفل في المدرسة “تفاحة حمراء” كصورة لكن عندما يريد أن يأكل التفاح في المنزل و يشاهد “تفاحة خضراء” فهو لا يطلبها أو يشير إليها. هنا نستطيع القول بأن الطفل لم يحصل منه تعميم الاستجابة. فهو لم يعمم أن صورة (التفاحة) التي تعلمها في الصف هي ذاتها التي في المنزل. وقد يتعلم الطفل على إلقاء التحية عند دخوله للصف، وعندما يكون في موقف آخر كأن يذهب لاجتماع عائلي فهو لا يقوم بإلقاء التحية كما كان يلقيها في الصف، وذلك لاختلاف الأشخاص والمكان، فكلما ازدادت الأوضاع في تدريب الطفل كلما زادت من فرص تعميم المهارة.
في هذا المقال سنساعدك على تطبيق بعض استراتيجيات التعميم لمساعدة الطفل على نقل أثر التعلم.
1- تدريب المهارة في أماكن مختلفة/ أشخاص مختلفين.
من الممتع أن يتعلم الطفل في أماكن مختلفة فتارة يتعلم في غرفة الصف وتارة أخرى يتعلم في غرفة الألعاب، وقد يكون يتدرب معك وقد يكون مع أخصائي/ معلم آخر.
على سبيل المثال: عندما تقوم بتدريب طفلك على تشغيل وإغلاق اللعبة المفضلة لديه، فسيحصل على تعميم الاستجابة إذا قام بتشغيل وإغلاق الألعاب الأخرى بنفس الطريقة،
2- تعميم المهارة في أماكن مختلفة/ أشخاص مختلفين.
إن تعلّم الطفل في أماكن مختلفة وأشخاص مختلفين يثري الخبرة المهارية لديه، فهو عندما يتعلم “إلقاء التحية” في الصف و عندما يذهب إلى مكان و يصادف أشخاصًا في “غرفة الانتظار” سيقوم بإلقاء التحية التي تعلمها سابقًا مع آشخاص مختلفين وهنا نستطيع القول بأن الطفل حصل على تعميم الاستجابة في عدة أماكن و مع أشخاص مختلفين.
و أيضًا عندما يتعلم الطفل في المنزل على غسل يديه بعد الانتهاء من أكل الوجبة، فسيحصل تعميم الاستجابة عندما يقوم بغسل يديه بعد الانتهاء من أكل الوجبة في المدرسة.
3- تعزيز الطفل والثناء عليه عندما يعمم الاستجابة مع أقرانه والآخرين.
قد تشاهد طفلك وهو ينتظر دوره للعب في الأرجوحة، فهنا من الجيد أن تعزّز الطفل على تعميم الاستجابة لمهارة تبادل الأدوار.
وعندما يذهب الطفل إلى صديقه ليطلب منه مشاركته الألوان للرسم على اللوح، فيقول: هل يمكنك مشاركتي التلوين؟ هنا نثني على الطفل لتعميم الاستجابة من خلال مهارة الطلب.
4- التزويد بالأمثلة الكافية أثناء التعليم.
حاول دائمًا أن تثري الحصيلة المعرفية لدى طفلك بأمثلة كافية، على سبيل المثال: فأنت عندما تدرّبه على التعرف على اللون (أحمر – أزرق – أصفر) أعطِ أمثلة متنوعة مثل: كوب أحمر، تفاح أحمر، حذاء أزرق، قلم أزرق …
” إن تقديمك للأمثلة المتنوعة = تعميم أوسع”
5- التدريب على خيارات أكثر
قدّم الخيارات بشكل أوسع فعند تدريب طفلك على الإجابة عن سؤال: “كيف حالك”؟ قد يكون الجواب: الحمدلله، وقد يكون: بخير ، وقد يكون أيضَا: الحمدلله بخير.
وقد تسأل الطفل عن اسمه فتقول: ما اسمك؟ وقد تقول: من أنت؟ فالإجابة ستكون واحدة.
كلمّا قدّمت خيارات أكثر في العملية التعليمية كلما كانت لدى طفلك فرص أكبر لتعميم الاستجابة في مواقف جديدة.
6- التعزيز المتقطع “يحافظ على تعميم الاستجابة في مواقف مختلفة”
التعزيز المستمر ( المتواصل ) هو التعزيز المناسب عند تعليم سلوك جديد للطفل أو في مرحلة مساعدة الطفل على اكتساب السلوك. أما عند الرغبة في مساعدة الطفل على الاستمرار بتأدية السلوك الذي تعلمه، فالتعزيز يجب أن يصبح متقطعًا ( جزئيًا ) فهذا النمط من التعزيز هو الذي يساعد على تعميم المهارة والاستمرار بتأديتها بعد توقف التدريب .
7- محاكاة المحفزات المشتركة في البيئة الطبيعية.
احرص عند تدريبك للطفل أن تبدأ بتعليمه العناصر القريبة من بيئته، فأنت عندما تعلم طفلًا أن يطلب الماء بقول: أريد ماء” تأكد قبل تدريبه من أن يسميها “ماء” قد يسميها آخرًا “موية”.
وهناك من يطلق اسم دراجة على الدراجة وهناك من يطلق عليها اسم “سيكل”.
“لن يعمم الطفل الاستجابة مالم يكن هناك ارتباطا بين ماتعلمه وبيئته”