مع بداية العام الدراسي، يبحث المعلمون عن أساليب تعليمية وسُبل للوصول إلى طلابهم وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل.
نشارككم في هذه المقالة نصائح من منظور طالب من ذوي التوحد، كتبها وتمنّى أن يعرفها معلميه والأخصائيون الذين عملوا معه.
نتمنى لكم قراءة ممتعة
إذا كان الطلاب مثل الزهور، فإن طلاب اضطراب طيف التوحد هم جزء فريد ومميز من الحديقة والتي تعتبر المدرسة. في البداية، قد نبدو في غير محلنا -تبرز اختلافاتنا ولا يمكنك أن تغمض عينيك عنا. ومع ذلك، ستدرك بسرعة أن ما يجعلنا مميزين هو ما يحسن من باقة الزهور في النهاية
من الأشخاص الذين حاولوا التخلص من أشواكي إلى الأشخاص الذين تركوني أذبل، كان لدي بالتأكيد نصيبي من المعلمين الغير مستعدين أثناء نشأتي كطالب لديه اضطراب التوحد.
بعد الجلوس لكتابة هذا المقال، أدركت أن هنالك أشياء كثيرة كنت أتمنى أن يعرفها أساتذتي عندما كنت في المدرسة
لذا، إليك 5 نصائح تساعدك على مساعدة طلابك من ذوي اضطراب طيف التوحد على النمو والازدهار
١. لا تخنق إبداعنا
نعم، يمكن للأشخاص المصابين بالتوحد أن يكونوا بارعين في الرياضيات، يمكن أن يكونوا رائعين في البرمجة وقد نكون جيدين في كل شيء آخر مثل تطبيقات الجوال.
(Best, Arora, et al.).ولكننا أكثر إبداعاً في أشياء أخرى غير التي يثنى علينا فيها غالباً -كما هو موضح في الدراسات الحديثة حول “مفارقة الإبداع في التوحد
وعلى الرغم من ذلك، هنالك اعتقاد خاطئ كبير بأن جميع الطلاب المصابين باضطراب طيف التوحد بارعين في الإحصاء والعلوم، ويمكن أن يؤدي هذا الإعتقاد إلى إبعاد العديد منهم عن المواد التي ربما يكونون متفوقين فيها.
بالنسبة لي، حدث هذا في المدرسة عندما تم إقصائي من دروس الفنون بسبب شعوري بالضيق من عدم وجود تعريف دقيق في الدروس. وبدلاً من تقديم الدعم الفردي والترتيبات التيسيرية لي، تم استبعادي من هذا المنفذ الرئيسي لاستكشاف إبداعي خلال اليوم الدراسي.
وعلى هذا النحو، حتى أنشأت مدونتي و أدركت أنه لا يمكنني فقط أن أكون مبدعًا ولكن كما اتضح، لم أكن سيئًا في ذلك. ليس الدرس المستفاد هنا هو أنه يجب على جميع الأطفال المصابين بالتوحد أن يصبحوا مدونين؛ إنما لا ينبغي حدنا إلى المجالات التي تستند فقط إلى الحقائق والأرقام.
٢. كن واضحاً (لكن ليس واضحا جدًا)
الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد ليسوا قراء للعقل ويمكن أن يواجهوا صعوبة في تفسير الإجراءات وفهمها. بالطبع، هذا ليس سرًا كبيرًا، وهذا هو السبب في أن العديد من النصائح لتعليم الطلاب المصابين بالتوحد تشجعك على أن تكون واضحاً قدر الإمكان عند إعطاء التعليمات.
لن أقول إن هذا سيء (لأنه ليس كذلك)، ولكن غالبًا عندما يرى الكثيرون عبارة “كن واضحاً” فإنهم يعتمدون على استخدام الأمثلة في التدريس، وهذه مشكلة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، نظرًا لعقولنا العملية؛ فإننا غالبًا ما نأخذ النتيجة فقط ونتغاضى عن الفروق الدقيقة والعملية، مما يحد من خلق فهم شامل يدفع إلى اكتساب المعرفة الجديدة.
يمكن للمعلمين تجنب هذا النقص من خلال العمل على مستوى واحد-على-واحد مع الطلاب المصابين بالتوحد، وتدريبهم من خلال مهمة من البداية إلى النهاية. يعد ضمان فهم الإجراءات أكثر من تكرارها أمرًا بالغ الأهمية هنا، وعلى الرغم من أنه قد يبدو مضيعة للوقت في البداية، إلا أنه لا يختلف عن المثل القديم “لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها” – خياراتك هي إما منحنا انتباهك الكامل والجلوس معنا مرة واحدة، أو قدم لنا دعمًا سريعًا واستعد للجلوس معنا مرارًا وتكرارًا.
٣. عزز عقلية النمو
تخيل أنه طُلب منك إكمال لغز مكون من 8 قطع. وعندما تنتهي، يقول لك الفاحص “أحسنت، أنت ذكي حقًا “، ثم يعرض عليك خيار إجراء اختبار آخر مكون من 8 قطع أو اختبار مكون من 16 قطعة، وفقًا لدراسات متعددة، من المرجح أن تذهب إلى لغز الثمان قطع مرة أخرى لتجنب احتمال إحراج نفسك أمام الفاحص الذي أشاد بك.
لكن من ناحية أخرى، إذا قال ذلك الفاحص “رائع، لقد بدا ذلك صعبًا، ولكنك وصلت إلى هناك في النهاية”، فمن المرجح أنك ستأخذ اللغز المكون من 16 قطعة.
هذا هو الفرق بين العقلية الثابتة وعقلية النمو – وهو أمر مهم للغاية يجب مراعاته عند تعليم الأشخاص الذين يتسمون بالحرفية، مثل الطلاب المصابين بالتوحد.
بعد أن قيل لي أنني كنت “بارعًا في الرياضيات” في سنواتي الأولى، توقفت عن محاولة تعلم أشياء جديدة واعتقدت أنني سأظل دائمًا الأفضل (مما أصابني بصدمة سيئة عندما غيرت المدرسة). إن التأكد من أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعرفون دائمًا أن هناك مجالًا للتحسين يعد أمرًا أساسيًا في ضمان قيامنا بذلك.
٤. لا تصنفنا على أننا “أطفال سيئون”
أحد المفاهيم الكلاسيكية الخاطئة المحيطة بالطلاب المصابين بالتوحد هو أنه عندما يحدث الانهيار ونصبح مدمرين/مسببين للفوضى، فإننا نتسبب عمداً في حدوث مشكلات لأنفسنا ولمن حولنا. وهذا مفهوم خاطئ جدا.
في الواقع، يحدث الانهيار عندما تصبح عقولنا مثقلة / مرهقة، وبدلاً من معرفة أن هذه اللحظة هي لأخذ قسط من الراحة، تتوقف أجسادنا وتتغير إلى حالة “استجابة الكر والفر” .
كما يدرك معظم الناس، يمكن أن يسبب هذا اضطرابًا كبيرًا ومزعجًا جدًا لجميع من حولهم. ومع ذلك، فإن الأمر ليس مزعجًا لأي شخص أكثر من الشخص المصاب بالتوحد نفسه.
عندما يحدث هذا ، لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه فرصة لمعاقبة أو لتأنيب تصرفات الطالب المصاب باضطراب طيف التوحد، ولكن للتقدم وتقديم الدعم وتحديد استراتيجيات التدخل لهذا الطالب في المستقبل.
توقف لحظة لتفكر فيما إذا كان الانهيار
١.ناتج عن عدم فهم السؤال
٢.بسبب تعلم الكثير من الأشياء المختلفة في وقت واحد
٣.ينجم عن شيء ما في الغرفة يسبب اضطرابًا حسيًا ويجعل التركيز مستحيلًا.في كلتا الحالتين، الثابت الوحيد هو أن طردنا من الفصل الدراسي لن يساعد. لهذا السبب، عند التعامل مع الانهيار، تذكر دائمًا معالجة السبب وليس الاستجابة فقط
في كلتا الحالتين، الثابت الوحيد هو أن طردنا من الفصل الدراسي لن يساعد. لهذا السبب، عند التعامل مع الانهيار، تذكر دائمًا معالجة السبب وليس الاستجابة فقط.
٥. علمنا احتضان التوحد
لقد أمضيت معظم طفولتي المبكرة في الحفاظ على سرية تشخيص التوحد، وأنا محجوب من حقيقة أنني غالبًا ما كنت أرتدي بيجاما تحت ملابس مدرستي وأنني كنت لا أزال أشاهد (وأحب) حتى سن 16
هذه الحاجة لإخفاء نفسي تعني أنني كنت مشغولًا جدًا في إخفاء التوحد الذي أعانيه، مما صعّب علي التعلم، وغالبًا ما أدى ذلك إلى التظاهر بالمرض أو الانفصال عن زملائي عن قصد
بالطبع، تعليم الطفل المصاب بالتوحد من خلال تبني حالته ليس بسيطًا تمامًا مثل الكلام التحفيزي -بعد كل شيء، سواءً أكان مصاباً بالتوحد أو لا، من المراهق الذي يشعر بالراحة بنسبة 100٪ مع هويته؟
لكن الحيل الصغيرة مثل منح الطلاب المصابين بالتوحد مساحة آمنة لإعادة شحن طاقاتنا والاستماع إلينا عندما نبدو مستائين، يمكن أن يكون كافياً في كثير من الأحيان لإحتوائنا حتى نجد طريقنا الخاص
مقارنة بالنصائح الأربع السابقة، قد لا يبدو هذا كثيرًا. ومع ذلك، تمامًا مثل تعليم الطلاب الذين لا يعانون من اضطراب طيف التوحد، فإن تعليم شخص مصاب بالتوحد يتعلق بمنحنا الأدوات اللازمة للنجاح ثم مساعدتنا على الاستقلال
على الرغم من أن الطلاب المصابين بالتوحد غالبًا ما يأتون إلى المدرسة ولديهم أدواتهم الفريدة للنجاح، إلا أنهم غالبًا ما يقومون بكتمها سعياً في تحقيق التوافق. هذا يعني أنه لمساعدة الطالب ذوي التوحد للوصول إلى إمكاناته الكاملة، نحتاج إلى معلمين يتطلعون إلى ما هو أبعد من التعليم البسيط للكتب؛ من سيرشدنا بينما نتعلم لأن نرى شخصياتنا المهووسة في بعض الأحيان على أنه تركيز فذ، ومقارباتنا غير المنتظمة في كثير من الأحيان كحل مبتكر للمشكلات، وأي من الاختلافات الأخرى التي لدينا كنقاط القوة التي نحن عليها حقًا.
ترجم بتصرف: