أولا: ماهي اضطرابات الإطعام؟
هي اضطرابات مرتبطة بعملية الإطعام: بدءًا من محاولة تناوله باليد وانتهاءً بهضمه. تتكرر في كل أوقات الوجبات وتؤثر سلبيًا على صحة الطفل وعلاقته العاطفية/الاجتماعية بذويه بسبب الشحن النفسي والتوتر الذي يصيب الأهل عندما يكون لديهم طفل يرفض الأكل. ومن الممكن تقسيمها إكلينيكيًا إلى ثلاثة أنواع:
1. اضطرابات الأكل والبلع لدى الأطفال بمراحل البلع الثلاث: الفموية، البلعومية، المريئية.
وتتجسد أعراضها بأن يكون لدى الطفل صعوبات في المص/الرضاعة، المضغ، الطحن، تشكيل اللقمة /أو التحكم باللقمة بالفم، ارتجاع الأكل من الفم أو الأنف أثناء الأكل، شرقة أوغصة مع الوجبات، لا يستطيع إكمال الوجبة بسبب التعب، لا يكتسب وزن بشكل كافي وترتفع درجة حرارته من وقت لآخر. غالبًا ما يتم تشخيصه وهو رضيع من قبل اختصاصي التخاطب والبلع وتوضع له خطة علاجية ملائمة.
1. قد تكون لدى الطفل اضطرابات هضمية وذلك بأن يكون لدى الطفل آلام مستمرة، غازات، مغص، مشاكل في الإخراج، بكاء وصراخ مصاحب لعملية الإطعام أو الإخراج. غالبًا ما يتم تشخيصه وهو رضيع من قبل طبيب الأطفال وقد يحول لطب وجراحة الباطنية- الأطفال.
2. اضطرابات الإطعام السلوكية/الحسية، هي الأكثر شيوعًا عند الطفل ذو طيف التوحد.
وتتمثل بكونها ليست عضوية (لا يشتكي الطفل من علة صحية) ولكن تكون لديه مجموعة من السلوكيات السلبية والحساسية المفرطة المتعلقة بوقت الوجبة والأكل بشكل عام. يتم تشخيصه وعلاجه عن طريق اختصاصي التخاطب والبلع، واختصاصي العلاج الوظيفي، واختصاصي العلاج السلوكي- التطبيقي.
ماهي علاقة اضطرابات الإطعام باضطراب طيف التوحد؟
46-89% من الأطفال على طيف التوحد لديهم اضطرابات إطعام
ومما يعزز ذلك صفات اضطراب طيف التوحد التي تعزز من اضطرابات الإطعام السلوكية/الحسية وهي على سبيل الذكر لا الحصر:
– التكرار
– الخوف من تجربة الأشياء الجديدة
– اضطرابات حسية (سواء مفرطة أو متدنية)
– صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي
– تعزيز نماذج الأكل السلبية
– اهتمامات محدودة في الغالب
ماهي صفات اضطراب الإطعام السلوكي/الحسي لدى الطفل ذو طيف التوحد؟
– اختيار نوع /ملمس أو كثافة معينة والثبات عليها (غالبًا يفضلون النشويات ولا يحبون الخضروات والفاكهة)
– الإصرار على أكل ذو ماركة معينة / مظهر معين/ تنسيق محدد
– معدل غير ملائم لتناول الطعام
– نماذج أاكل مضطربة (ذات طابع هوسي)
– عدم تقبل أنواع الأطعمة الجديدة
– طقوس غير ملائمة لوقت الوجبة
– وقت طويل للوجبة (يتجاوز النصف ساعة)
– وزن غير صحي (هزال أو بدانة مفرطة)
هل تفيد حمية الغلوتين والكازين في حل مشاكل طفلي السلوكية/الحسية؟
حتى الآن لا توجد أي دراسات ذات مستوى علمي/دلالي قوي توصي بهذه الحمية لتحسين أعراض الاضطرابات الحسية/السلوكية المصاحبة لاضطراب طيف التوحد و/أو تثبت فعاليتها مع الأطفال ذوي طيف التوحد (الذين لا توجد لديهم حساسية قمح و/أو حليب). ولكن من الجدير بالذكر أنه في حال كانت تود العائلة الالتزام بنمط هذه الحمية فإننا نشجعهم على استشارة اختصاصي تغذية علاجية والأخذ بتوجيهاته.
بماذا يفيدنا تلقي العلاج لدى اختصاصي التخاطب والبلع أو/واختصاصي العلاج الوظيفي و/أو اختصاصي العلاج السلوكي التطبيقي؟
– تقبل أكل أنواع أطعمة كانت مرفوضة مسبقًا
– تحمل أكل بعض قضمات من أطعمة كان الطفل لا يتقبلها إطلاقًا
– تقبل أنواع أطعمة جديدة من مجموعات الأطعمة
– تزداد كمية الأكل التي تصل للمعدة وتهضم
– تزداد كمية اللقيمات المبلوعة عوضا عن البصق
ماهي الحلول العلاجية التي أستطيع تبنيها لدعم طفلي وهل تفيد؟
– اعط الطفل جداول بصرية لتوضح له أحداث الوجبة وتوقعاته منها بالترتيب وتعزز لديه روتين الوجبة
– استخدم لغة بسيطة للتعليم وتجنب التعقيد (جمل بسيطة لا تتجاوز ٣ -٤ كلمات معززة بالصور)
– قدم اختيارات للطفل ليشعر بأنه في مقعد التحكم، سواء اختيار معزز و/أو اختيار الصنف المراد تجربته
– استخدم مبدأ التسلسل الحسي العلاجي ولا تستعجل
– اعرض معززات محبوبة لدى الطفل لضمان استمرارية التحفيز
– استخدم مبدأ بريماك: الطفل يفعل نشاط غير محبب (أكل لقمة من الأكل المقرر) ثم تكافئه بفعل نشاط محبب (اللعب بلعبته المفضلة لمدة دقيقة)
نصائح عملية للأهالي والمعلمين:
– كرر النشاط حتى يعتاد الطفل عليه ويتوقعه وتجنب المفاجآت.
– ساعد الطفل في بدء نشاط الوجبة والتسلسل في النشاطات العضلية.
– خطط بتدرج لأهدافك: يبدأ الهدف الأول أحيانًا بأن يتحمل الطفل وجوده في نفس الغرفة مع الطعام الغير محبب.
– لابد أن يجلس الطفل بشكل سليم في كرسيه وتحت قدميه شيء صلب (لا يجب أن تكون أقدام الطفل معلقة في الهواء) ليتحقق لديه الشعور بالاتزان والأمان.
– تعاون مع اختصاصي العلاج الوظيفي لتتعرف على الأساليب العلاجية في التعامل مع الاضطرابات الحسية/السلوكية.
– انتبه للطفل وحاول أن تقرأ علامات توتره أو انهياره قبل حصولها، مثل: فرده لأصابعه، الهروب، والسلوكيات العنيفة واحتويها بإعطائه فرصة للتعبير عن نفسه باستخدام التواصل سواء عن طريق الكلام أو البطاقات للطفل الغير ناطق.
– بعد مرور ٦-٨ أسابيع ابدأ بتغيير الأطعمة المألوفة إلى أشكال أخرى أو اجعلها قريبة من أطعمة غير محببة.
– فكر دائما بتعميم المهارات المكتسبة في أكثر من سياق، مثال: تحقيق هدف أكل طعام معين في البيت والمدرسة.
– لا تتعجل النتائج وتذكر أن السلحفاة البطيئة والمثابرة هي التي فازت بالسباق. ☺
إعداد: أ. نوره الغصون – اختصاصي أول نطق ولغة وبلع
المراجع:
- Picky Eaters in the Preschool Classroom: 7 Tips for Teachers, Melanie Potock, MA, the ASHA Leader Live
- 3 Tips for Parents to Help Kids With Autism Eat, Melanie Potock MA – the ASHA Leader Live, 2013
- When Your Eyes Are Bigger Than Your Stomach: Use of Visuals in Feeding Therapy. for Children with Autism Spectrum Disorders JoAnn Barton, MS, CCC-SLP ,Franciscan Hospital for Children
- Feeding and The Child with Autism Spectrum Disorders, Jeanne Marshall & Pamila Dodrill, Queensland Children’s Medical Institute
- Sensory Processing and Impact on Feeding, Sue Delport OT-MSc. November 2012
- Carruth and colleagues (1998)
- Fischer and Silverman (2007)
- Mascola and colleagues (2010)