من المهم أن تتذكر أنه في الوقت الذي يواجه فيه الأطفال والبالغين من ذوي متلازمة داون من تأخر النمو، فإن لديهم أيضًا العديد من المواهب ويجب منحهم الفرصة وتشجيعهم على تطويرها.
لدى غالبية الأطفال من ذوي متلازمة داون إعاقات خفيفة إلى متوسطة، ولكن من المهم تذكر أنهم أشبه بالأطفال الآخرين أكثر من كونهم مختلفين.
ينبغي تقديم خدمات التدخل المبكر بعد وقت قصير من الولادة. و يجب أن تشمل هذه الخدمات العلاج الوظيفي وعلاج النطق. غالبًا يتعلم الأطفال في المدارس في فصول عادية أو في فصول التعليم الخاص. وآخرين لديهم احتياجات أكثر أهمية ويتطلبون برنامجًا أكثر تخصصًا.
من خلال فهم كيف يختلف التطور والتعلم بالنسبة للأطفال من ذوي متلازمة داون، يمكننا استنباط أساليب وعلاجات تعليمية أكثر فعالية.
نقاط القوة لذوي متلازمة داون و تتمثّل في:
– النمو الاجتماعي
الأداء الاجتماعي للرضع والأطفال ذوي متلازمة داون أقل نسبيًا من مجالات النمو الأخرى. الأطفال الذين لديهم متلازمة داون ينظرون إلى الوجوه ويبتسمون فقط بعد أسبوع أو أسبوعين عن الأطفال الآخرين وعادة ما يكونون أطفالًا اجتماعيين. يستمتع الأطفال الذين لديهم متلازمة داون بالتواصل والاستفادة الجيدة من المهارات غير اللفظية بما في ذلك المناغاة والإيماءات في المواقف الاجتماعية.
يواصل معظم الأطفال والبالغين من ذوي متلازمة داون تطوير مهارات اجتماعية جيدة وسلوك اجتماعي مناسب، على الرغم من أن أقلية كبيرة قد تتطور لديهم سلوكيات صعبة، خاصة تلك التي تعاني من تأخر أكبر في الكلام وتطور اللغة.
– التعلم مع الدعم البصري
تشير الأبحاث إلى أن ذوي متلازمة داون يتعلمون بشكل أفضل عندما يرون الأشياء الموضحة. وقد تجلى هذا الاكتشاف في عدد من مجالات التطوير بما في ذلك اكتساب اللغة والمهارات الحركية. و يشير هذا إلى أن التدريس سيكون أكثر فعالية عندما يتم تقديم المعلومات بدعم من الصور أو الإيماءات أو الأشياء.
– قراءة الكلمة
يمكن للعديد من الأطفال من ذوي متلازمة داون تطوير قدراتهم في القراءة قبل ما يمكن توقعه لمستوياتهم المعرفية واللغوية. تقدم القراءة مساهمة مهمة في تطوير المفردات واللغة لجميع الأطفال، وقد تكون هذه فائدة خاصة للأطفال الذين لديهم متلازمة داون، نظرًا لتأخرهم اللغوي.
تحدّيات ذوي متلازمة داون و المتمثلة في:
– النمو الحركي
تتطور المهارات الحركية بمعدل أبطأ للأطفال ذوي متلازمة داون مقارنة بالأطفال الذين ليس لديهم متلازمة داون. هذه التأخيرات في التطور الحركي تقلل من فرص الرضع لاستكشاف العالم من حولهم والتعلم منه، وبالتالي تؤثر بشكل أكبر على التطور المعرفي. قد يؤثر ضعف التحكم الحركي عن طريق الفم في تنمية المهارات اللغوية.
– وضوح اللغة التعبيرية والقواعد
يظهر الأطفال من ذوي متلازمة داون تأخيرات محددة في تعلم استخدام اللغة المنطوقة بالنسبة لفهمهم غير اللفظي. يواجه الأطفال نوعين من الصعوبة التعبيرية 1) التأخر في إتقان قواعد الجملة والقواعد النحوية، 2) صعوبات محددة في تطوير إنتاج كلام واضح.
الفجوة بين فهم الأطفال وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم هي سبب للكثير من الإحباط ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل سلوكية. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى التقليل من قدرات الأطفال المعرفية. يؤدي تأخير اللغة أيضًا إلى تأخير إدراكي حيث أن الكثير من التعلم البشري يتم من خلال اللغة ويتم استيعاب اللغة في التفكير والتذكر والتنظيم الذاتي.
– مهارات العد الأساسية
معظم الأطفال من ذوي متلازمة داون لديهم بعض التحديات مع مهارات العدد الأساسية وعادة ما تكون مهاراتهم العددية متأخرة حوالي عامين عن مهارات القراءة لديهم. هناك حاجة لمزيد من البحث في أسباب ذلك. حاليا، فإن أفضل نصيحة متاحة هي الاعتماد على ما هو معروف عن نقاط القوة في تعلم الأطفال واستخدام أنظمة تعليم الرياضيات التي تستفيد بشكل كامل من الدعم البصري لتدريس مفاهيم الأرقام.
– الذاكرة اللفظية قصيرة المدى
الذاكرة قصيرة المدى هي نظام الذاكرة الفوري الذي يضع المعلومات “في الاعتبار” لفترات قصيرة من الزمن ويدعم جميع أنشطة التعلم والمعرفة. لديها مكونات منفصلة متخصصة لمعالجة المعلومات المرئية أو اللفظية.
إن قدرة الأطفال من ذوي متلازمة داون على الاحتفاظ ومعالجة المعلومات اللفظية تواجه بعض التحديات مقارنة بقدرتهم على الاحتفاظ ومعالجة المعلومات المرئية. و تجعل مشاكل الذاكرة اللفظية قصيرة المدى من الصعب تعلم الكلمات والجمل الجديدة. كما أنها تجعل الأمر أكثر صعوبة للعلاقات العامة.
المصدر:
.https://www.down-syndrome.org/en-gb/about-down-syndrome/development/
مقالات ذات صلة:
اقترح علينا موضوعًا ترغب بقراءته في مقالاتنا