اللغة عبر العمر: دراسة النتائج اللغوية للأفراد من ذوي اضطراب التوحد

01 نوفمبر 2021

خلفية:


عندما يتم تشخيص طفل بإضطراب طيف التوحد، غالباً ما يرغب والداه بمعرفة المستقبل وما سيحدث في عدة جوانب مختلفة. هل سيتعلم طفلي الكلام؟ هل سيكون قادرا على تكوين صداقات؟ كيف سنتواصل معه؟

يكبر الأشخاص من ذوي الاضطراب وتتكون لديهم قدرات لغوية مختلفة. قد يظل بعض الأطفال غير ناطقين (يستخدمون كلمات قليلة أو لا يستخدمون الكلمات من الأساس) ولكن قادرون على التواصل من خلال الإيماءات أو الأجهزة الإلكترونية وقد يكون لدى البعض الآخر مفردات واسعة وفهم واستخدام قوي للقواعد النحوية. وهذا النطاق الواسع من القدرات هو ما يجعل التنبؤ بقدرات اللغة للأطفال من ذوي الاضطراب صعب جدا على الممارسين ومقدمي الخدمات. ولذلك، قرر باحثون من أستراليا تحليل جميع الدراسات التي بحثت في النتائج اللغوية للأفراد التوحديين بكافة أعمارهم. وأعربوا عن أملهم في أن تكون دراستهم لهذه القدرات اللغوية خلال فترات العمر المختلفة المفتاح لجعل التوقعات أكثر دقة في المستقبل.


الدراسة:


حلل الباحثون مجموعة ٥٤ دراسة. وشملت هذه الدراسات الأطفال والبالغين من جميع الأعمار. درست بعض هذه الدراسات دراسات اشتملت على برامج تدخل مبكر بينما كانت بعض الدراسات الأخرى المشمولة فقط دراسات رصدية.

المقصود بدراسات التدخل: دراسات تشمل على برامج علاجية يحصل عليها المشاركون.

المقصود بالدراسات الرصدية: هي تلك الدراسات التي تراقب وتدون قدرات الأطفال اللغوية دون تزويدهم ببرنامج تدخل علاجي.

بعد ذلك ، حدد الباحثون جودة هذه الدراسات بغرض اعتمادها من عدمه في دراستهم وقاموا بتحليل النتائج.


ماذا وجدوا:


لأننا نعلم بأن لدى العديد من الأطفال التوحديين اضطرابات لغوية ، فلا غرابة في أن معظم هذه الدراسات وجدت أن الأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحد يحصلون على درجات لغوية أقل من نظرائهم الذين يمرون بتطور لغوي بشكل نموذجي. ومع ذلك، وجدت معظم هذه الدراسات أن الأطفال التوحديين الذين تقل أعمارهم عن ١١ سنة يحافظون على نمو لغوي ثابت ، وأحيانًا بمعدل أسرع من أقرانهم. وهذا يعني أنه في بعض الدراسات ، كان الأطفال من ذوي اضطراب التوحد قادرين على “اللحاق” أو تقليص الفجوة بينهم وبين نظرائهم الأطفال ممن يتمتعون بتطور لغوي نموذجي. كانت هناك أيضا بعض الأدلة على أن تطور اللغة يتباطأ بعد سن الحادية عشر. وهنا نشير للحاجة إلى المزيد من البحوث التي تشمل مجموعات البالغين قبل أن نتمكن من تأكيد هذا النمط. وأخيراً ، وجدوا أن أكثر من نصف الأفراد الذين كانوا أقل نطقا في بداية الدراسات أصبحوا ناطقين بحلول نهايتها.

نقاط تأخذ بالحسبان:


– لم تتضمن جميع الدراسات تقريرا عن مدى حدة التوحد ، وبالتالي فإن هذه النتائج تمثل الصورة العامة وليس بالضرورة الشاملة. كل طفل/شخص توحدي شارك في هذه الدراسات كان قد حصل على نتيجة مختلفة بناءً على مستواه الأساسي، خصائصه، واحتياجاته.
– على الرغم من عدم تطور بعض الأطفال غير الناطقين إلى ناطقين بنهاية بعض هذه الدراسات ، إلا أن هذه الدراسة التحليلية الإحصائية لم تتضمن أي دراسات تبحث في أشكال التواصل الاخرى غير اللفظية. يستخدم العديد من الأطفال غير الناطقين بعض الصور أو الأجهزة للتواصل. و نحن نعتبر هذا تطورا لغويا أيضًا!
– لأن بعض الأطفال التوحديين استطاعوا التطور في مجالات لغوية متعددة قبل سن الحادية عشر، فهذا ان دل فهو يدل على قدرة الأطفال الأشبه بالإسفنج: قادرون على امتصاص اللغة في سن مبكرة الآن…هو الوقت المناسب لإعطاء الأولوية لتطوير مهارات طفلك اللغوية ، سواءً من خلال جلسات التخاطب العلاجية أو أثناء اللعب في المنزل.

حسنا، هل يمكننا الحصول على تنبؤات دقيقة الآن؟


لسوء الحظ ، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث قبل أن نستطيع ذلك. يتمتع كل شخص من ذوي اضطراب التوحد بخصائص فريدة ، ونحن مازلنا بحاجة إلى فهم أفضل لكيفية تأثير هذه الخصائص على تطورهم اللغوي. نحتاج أيضًا إلى المزيد من الدراسات على الاشخاص الاكبر عمراً لنتمكن من تتبع أي تغييرات لغوية أخرى. هذه الدراسة التحليلية الإحصائية ( تعتبر من أعلى مستويات البحث العلمي) وهي مهمة جدا لأنها تحتوي على نتائج دراسات وصفية لامنهجية. يمكننا أن نكون على يقين بأهمية العمل على تطوير لغة الطفل وهم ما يزالون صغاراً. لا وقت للتأجيل!

ترجمته: أ. خديجة العصلاني، طالبة دكتوراه من جامعة بوردو بالولايات الأمريكية المتحدة

المصدر الأول (فريق من أخصائيو التخاطب والبرفيسورين):https://ei.northwestern.edu/language-across-the-li…


المصدر الأساسي: Brignell, A., Morgan, A. T., Woolfenden, S., Klopper, F., May, T., Sarkozy, V., & Williams, K. (2018). A systematic review and meta-analysis of the prognosis of language outcomes for individuals with autism spectrum disorder. Autism & Developmental Language Impairments, 3. doi:10.1177/2396941518767610