أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برنامج تنمية القدرات البشرية وهو أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030 الذي يسعى لأن يمتلك المواطن قدرات تمكنه من المنافسة عالمياً، وقد شمل البرنامج التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة للعمل على معالجتها.
وأصدرت اللجنة خطة تنفيذ برنامج تنمية القدرات البشرية التي تشرح : نطاق البرنامج، تطلعات البرنامج، الوضع الحالي، واستراتيجيات ومبادرات البرنامج. وتتضمن عملية تقييم الوضع الحالي تحليل المراحل الأساسية لبناء القدرات: مرحلة التعليم الأساسي، التعليم العالي والتدريب التقني والمهني، والتعلم مدى الحياة، بالإضافة إلى التحديات والجهود الحالية المرتبطة بالممكنات .
وبعد تقييم الوضع الحالي، تلخصت التحديات التي تواجه مرحلة التعليم الأساسي (رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية) فيما يلي:
- انخفاض معدل الالتحاق بالتعليم قبل الابتدائي
- المسارات غير المرنة ومحدودية التخصصات
- مناهج وطرق التدريس غير المحدثة
- محدودية اكتشاف الموهوبين والأشخاص ذوي الإعاقة
- محدودية ربط متطلبات مؤهلات المعلمين بجودة مخرجات الأداء
- تعقيد حوكمة النظام التعليمي
- انخفاض مشاركة أولياء الأمور
- محدودية الإرشاد والتوجيه
- ضعف في تطبيق قواعد السلوك
ومن ناحية تحدي مناهج وطرق التدريس غير المحدثة
فقد بين التقرير بأن المنظومة التعليمية في المملكة لا تزال تعتمد على أساليب ومناهج تقليدية وغير متجددة ، مع قلة الاهتمام والتركيز على الأنشطة اللاصفية والإثرائية والمجتمعية كالتطوع وخدمة المجتمع، التي تساهم في غرس قيم الاعتماد على النفس والتمتع بالمرونة والقدرة على التكيف لدى الطلبة. بالإضافة إلى تحدي انخفاض عدد أيام الدراسة الفعلية الذي يؤدي إلى انخفاض وقت الحصص الدراسية لكل مادة، فضلاً عن غياب وجود منهجية مؤسسية متطورة لتحديث المناهج الدراسية.
وتتمثل الجهود الحالية في عمل وزارة التعليم على تعميم برنامج وطني لإجراء ورش عمل لتطوير التقنية في مجالات البرمجة والتعليم الرقمي والتصنيع في عدد من المدارس الثانوية في المملكة، بالإضافة إلى البدء بتطوير مناهج التعليم الثانوي وتضمين مواد تعليمية جديدة كالفلسفة والتفكير الناقد .
أما من ناحية تحدي محدودية اكتشاف الموهوبين والأشخاص ذوي الإعاقة يواجه التعليم في المملكة خمسة تحديات رئيسية في قطاع التعليم الخاص، منها :
- محدودية التشخيص المبكر والتعريف الغير دقيق للأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة الملتحقين بمراحل التعليم من ذوي الإعاقة
- تحسين المناهج وتكييفها لزيادة فعالية الدمج الشامل للطلاب ذوي الإعاقة حيث يهدف تحسين المناهج إلى زيادة فعالية الدمج الشامل لذوي الإعاقة في الفصول الدراسية في مراحل التعليم العام، مع الأخذ بالاعتبار الإعاقات المصاحبة لهم أثناء نموهم كمعوقات الإدراك الحسي والفكري والحركي والنفسي والاجتماعي وصعوبات النطق وغيرها.
- محدودية تدريب وتوجيه المعلمين في تخصصات تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة حيث يعمل حوالي 9% فقط من المعلمين في فصول تحتوي على 10% من الطلاب ذوي الإعاقة وهي أقل من المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) والتي تبلغ 27%
- ضعف جاهزية البنية التحتية والمعدات والموارد اللازمة لتلبية احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة حيث أنه غير مجهزة بالمرافق المناسبة من دورات مياه ومصاعد ومعامل ومصادر تعليمية مناسبة لاستقبال الطلاب من ذوي الإعاقة .
- غياب سياسة عامة لاكتشاف ورعاية الموهوبين
وتتمثل الجهود الحالية في بدء التوجه إلى التعليم الشامل الذي يتضمن تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مع أقرانهم، أو في صف منفصل في المبنى المدرسي نفسه؛ ولكن على نطاق محدود. ومن ناحية رعاية الموهوبين فتتمثل الجهود فيما تعمل عليه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع .
ومن ناحية تحدي انخفاض مشاركة أولياء الأمور
فقد بين التقرير انخفاض مساهمة الأسرة في تعليم الأطفال مقارنة بالدول المرجعية، حيث تشير الدراسات أن الوالدين في المملكة أقل مشاركة في تعليم أطفالهم؛ إذ إن نسبة 39% فقط من أولياء الأمور يناقشون مستوى ابنائهم مع المعلمين. وقد أظهرت نتائج اختبار قياس مدى تقدم القراءة في العالم (PIRLS) إلى أن الطلاب السعوديين الذين حصلوا على مشاركة أسرية عالية سجلوا درجات أعلى من غيرهم من الطلاب.
يعد تقييم الوضع الحالي خطوة أساسية في تحديد التحديات والفرص التي تواجه منظومة القدرات البشرية، وقد أوضح التقرير بأن هذا التقييم للوضع الحالي يساهم في تحديد أولويات التطوير، والعمل على تحويلها إلى فرص تدعم هذا المسار بشكل إيجابي مستدام، بالإضافة إلى العمل على تعظيم الإيجابيات التي تحققت خلال الفترة الماضية مع الاستفادة الأمثل من من التجارب الناجحة للدول المتقدمة في هذا المجال إقليمياً وعالمياً .
ونستبشر جميعاً بما صدر من برنامج تنمية القدرات البشرية، وما يطمح إليه البرنامج من أتباع أساليب تعليمية جديدة، والحرص على تحسين المخرجات التعليمية، وإشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية ، و تكافؤ الفرص التعليمية لذوي الإعاقة.
وهذا ما نسعى إليه في ينمو بتطوير أساليب تعليمية رقمية جديدة تحسن من جودة المخرجات التعليمية وتشرك الأهالي في العملية التعليمية لتصبح عملية تعليمية مستمرة.