إن المتأمل في ميدان التربية الخاصة يتبين له أن هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت،
وكثير من القضايا التي مازالت تشغل الذهن!
لكن تصبح قضية التدخل المبكر تثبت نفسها في هذا الميدان؛ فلها دور حاسم ومهم في ميدان التربية الخاصة وفي حياة الطفل.
بداية ما هو التدخل المبكر؟
هو إجراءات منظمة تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال دون عمر السادسة من ذوي الاحتياجات الخاصة ،وتدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم .
وقد أثبتت كثير من الدراسات أن توفير خبرات تربوية واجتماعية خلال السنوات الاولى من عمر الطفل (حتى سن 6 سنوات) يؤثر بشكل إيجابي على نموه في بجميع جوانبه.
ايضاً تشير الدراسات الى أن برامج التدخل المبكر لها آثار هامة على أمهات الأطفال، ومن هنا تم التأكيد على أهمية هذه الفترة من عمر الطفل بالنسبة للنمو المستقبلي لديه.
وتجدر الإشارة إلى أن طبيعة خدمات التدخل المبكر ووسائل تقديمها، تختلف من طفل لآخر باختلاف احتياجاته.
ويعتبر الهدف الأساسي من التدخل المبكر في مجالات التربية الخاصة هو :
- الحد من الآثار السلبية للإعاقة على الطفل وأسرته في الجوانب الاجتماعية والأكاديمية والسلوكية والنفسية.
- زيادة تقبل المجتمع للطفل وتفهمه لاحتياجاته وتوظيف قدراته.
- كذلك يهدف التدخل المبكر إلى تقوية العلافة بين الطفل ووالديه من خلال تدريبهم على مهارات عدة، وكيفية تعايش كليهما مع الاخر.
- كما أن التدخل المبكر مهم لمنع التأخر اللغوي ولتطوير القدرات العاطفية والاجتماعية لدى الطفل وهي عناصر بلا شك يحتاجها كل من الطفل وأسرته.
- ايضا للتدخل المبكر أثر بالغ في تكيف الأسرة والتخفيف من الأعباء المادية والمعنوية مستقبلاً نتيجة وجود حالة الإعاقة لديها .
- ومن ثم فالهدف النهائي للتدخل المبكر هو تطبيق استراتيجيات وقائية لتقليل نسبة حدوث أو درجة شدة ظروف الإعاقة أو العجز، والاستراتيجيات الوقائية إما أولية أو ثانوية.
الفئات المستهدفة من الأطفال الذين تقدم لهم برامج التدخل المبكر:
1- الأطفال الذين يعانون من تأخر نمائي
2- الأطفال الذين تتدهور حالتهم المرضية إلى تأخر نمائي
3- الأطفال الذين هم في حالة خطر من معاناتهم من التأخر النمائي إذا لم تقدم لهم برامج التدخل المبكر.
وللتدخل المبكر اشكال عدة منها:
- التدخل المبكر في المركز والمنزل معاً.
- التدخل المبكر في المستشفيات.
- التدخل المبكر عن طريق وسائل الاعلام (التوعية).
ومن خلال الحديث عن التدخل المبكر يتبادر إلى الأذهان عن كيفية وطرق تقديم الخدمات؟
يستخدم في التربية مصطلح طرق تقديم الخدمة Service delivery بمعنى الترتيبات الإدارية المستخدمة لتوصيل المساعدة التعليمية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
كانت تعرف هذه الطرق في ضوء نوعية الإطار المكاني الذي تقدم فيه (فصل دمج، فصل خاص، غرفة مصادر، مدرسة نهارية، مدرسة إيواء، داخل المنزل).
دفع هذا التوجه الباحثين والمهنيين إلى تركيز الانتباه على قضية أين يجب إلحاق الطفل أكثر من الانتباه لقضية ماذا يجب أن يقدم للطفل من هذا المكان!!
ومن ثم فيجب على التربية الخاصة أن تقدم شيئا خاصا، شيئا إضافياً وغير عادي أكثر مما يقدم في الفصل العادي.
اقترح دن Dunn (In: Peterson , 1987) أربعة أنماط للترتيبات يمكن للمهنيين استخدامها لمساعدة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويركز دن على مكونات برنامج التربية الخاصة ، ويصف الخدمات في ضوء ما يجب أن تتميز به التربية الخاصة .
مشكلة الاتجاه الأول الذي يهتم بالمكان، والاتجاه الثاني الذي يهتم بالمحتوى، أنهما لا يركزان على أهمية الإجراءات الفعلية والعملية التي بواسطتهما تصل الخدمات.
لذلك ظهر تحول من تعريف ” تقديم الخدمة ” حيث أصبح المصطلح يركز على العملية Process .
يؤكد هذا التعريف على الاستراتيجيات والأنشطة المستخدمة في تقديم الخدمات الخاصة، ويشمل ذلك التخطيط لكل الخطوات أو العمليات التالية:
من سيتلقى الخدمات، متى تبدأ وكم من الوقت تستمر، ما هي الخدمات المقدمة، أي ستقدم، من سيقوم بالخدمة.
ونظراً لأن الطرق الشائعة حالياً في تقديم الخدمات ما زالت تتبع الأسلوب التقليدي، فسيتم تصنيف هذه الطرق وفقاً لنمط المكان الذي تقدم فيه الخدمات الخاصة.
وتنقسم الطرق إلى مجموعتين:
1/ طرق تقديم الخدمات داخل المنزل.
في هذا النوع من طرق تقديم الخدمة يتم توصيل الخدمات للأطفال ذوي الاحتياجات وأسرهم داخل المنزل.
وذلك عن طريق:
- تدعيم الاسرة
- برامج زيارة الاسرة.
2/طرق تقديم الخدمات داخل المركز.
تعتمد هذه الطريقة على إحضار الأسرة للطفل في برنامج تدخل مبكر في أحد المراكز حيث تقدم الخدمات المطلوبة بواسطة مهنيين. يتم التدخل على أساس فردي أو جماعة صغيرة العدد، وتميل معظم المناهج إلى استخدام النماذج النمائية والعلاجية.
ومن أهم أنواع هذه الطرق:
- مراكز الأم – الطفل.
- مراكز رعاية نمو الطفل.
- مراكز الدمج العكسي.
- رياض الاطفال.
اخيرا
تلعب الأسرة دور كبير جدا من خلال المشاركة في برامج التدخل المبكر، ولابد من تعميم آثار البرامج على افراد العائلة، لتعم الفائدة على الاسرة والطفل على وجه الخصوص.