هل خدمات تحليل السلوك التطبيقي محصورة فقط على ذوي اضطراب طيف التوحد؟

31 أكتوبر 2021

تحليل السلوك التطبيقي يعتبر من المسميات الحديثة نسبيًا وهو البديل لمصطلح تعديل السلوك ولكن يعتبر البديل الأكثر حداثة و رواجاً بعد تطور هذ الحقل و نشر مئات الدراسات في هذا المجال و نشوء مصطلح الممارسات والأدلة المثبتة علميًا. و يعتبر بي إف سكينر هو الأب الروحي لهذا الحقل. ولقد قام بالكثير من التجارب السلوكية على الإنسان والحيوان لإثبات فعالية المبادئ التي تنبثق منها استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي. حديثاً، فقد قام كوبر وآخرون بتأليف كتاب لتحليل السلوك التطبيقي والذي يعد من المراجع الأساسية للباحثين والمختصين في هذا المجال. ولقد عرف كوبر وآخرون التحليل السلوك التطبيقي هو العلم الذي يتم فيه تطبيق استراتيجيات منهجية مشتقة من المبادئ السلوكية لتحسين السلوك الاجتماعي وهذا العلم مبني على التجارب لتحديد المتغيرات المسؤولة عن إحداث التغيير السلوكي (كوبر, هيرون, هاورد, ٢٠٠٧). ولقد ناقش كوبر في كتابه التحليل السلوك التطبيقي العديد من استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي ومن أبرزها: التعزيز، العقاب، تشكيل السلوكيات، والسلوك اللفظي.

بناء على بحث أجري مؤخرا على الموقع المعتمد لتحليل السلوك التطبيقي (BACB, 2019) وجد بما يقارب أربعة و عشرون شخص مؤهل ومرخص من قبل المجلس الأمريكي لتحليل السلوك متواجدون في المملكة العربية السعودية. ونرجح سبب قلة الأخصائيين في هذا المجال ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل في جميع أنحاء العالم هو حداثة المجال و قلة الجامعات المعتمدة التي تدرس المقررات المطلوبة للتخصص في هذا المجال.

ونرجح أن قلة عدد المختصين أدى بدوره لقلة الوعي في هذا المجال مما تسبب في شيوع بعض التصورات غير الدقيقة ومن أبرزها ما شاع بين أوساط التربويين وهو الربط بين تحليل السلوك التطبيقي والتوحد وخصوصًا في مجال التربية الخاصة وغالبًا هذه التصورات تكون حول ذلك “أن خدمات تحليل السلوك التطبيقي تقدم فقط لضبط المشكلات السلوكية المختلفة مثل نوبات الغضب، الصراخ، العدوان، الإيذاء الذاتي، السلوكيات التكرارية أو النمطية، وغيرها مثل: اضطرابات الأكل والنوم و هذا غير صحيح. هناك اعتقاد آخر بأنه هذا النوع من الخدمات مصمم ليقدم لأولئك من ذوي التوحد فقط” وبالطبع هذه العبارة تحد من الفئة المستفيدة من هذا المجال. خدمات تحليل السلوك التطبيقي تمتد لتشمل ذوي التوحد وغيرهم من الأشخاص سواء من ذوي الإعاقة أو ممن ليس لديهم إعاقات.

أيضاً خدمات تحليل السلوك التطبيقي تسعى لإكساب الأفراد مهارات جديدة في مجالات متعددة مثل اللغة، المهارات الاجتماعية، المهارات الإدراكية، اللعب، مهارات الرعاية الذاتية، المهارات الأكاديمية، والمهارات الحياتية والاستقلالية.

وهناك العديد من الدراسات التي أثبتت كفاءة الاستراتيجيات و الاجراءت المنبثقة من ميدان تحليل السلوك التطبيقي تطوير مهارات معظم الأشخاص مع العلم أن مجالات تحليل السلوك التطبيقي متعددة ويصعب حصرها في هذا المقال. لذا ينبغي توعية المجتمع بشكل عام والتربويين بشكل خاص ببعض مجالات تحليل السلوك التطبيقي و تسليط الضوء على الفئة المستفيدة والتي تشمل جميع الأشخاص و لايمكن حصرها فقط على ذوي التوحد.

تصحيح

النسخة الأولى من هذا المقال كان بها بعض الأخطاء. نعتذر لذلك.

هاجر المطلق

عضو هيئة التدريس في قسم التربية الخاصة

جامعة المجمعة

مرشحة دكتوراه في جامعة اوكلاهوما

متدربة في مجال تحليل السلوك التطبيقي

مراجعة: د. فيصل النمري