يبدأ الأطفال في اكتساب مهارات القراءة قبل فترة طويلة من الالتحاق بالتعليم الرسمي، لكن تعلم قراءة الكلمات والعبارات والجمل بأكملها، أمر يحتاج إلى تعليمه بمجرد دخولهم النظام المدرسي. وينبغي تعليم مهارات القراءة المبكرة، مثل الكلمات البصرية للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. وبمجرد أن يبدأ الأطفال في تعلم الكلمات البصرية، سيعطيهم المزيد من الثقة في قدرتهم على القراءة وسيقلل بدوره من الإحباط. فعندما يشعر الأطفال بالثقة في قدرتهم على قراءة الكلمات البصرية، سيساعدهم ذلك على أن يصبحوا قارئين بشكل جيد. لكي يكونوا أعضاء مستقلين يساهمون في المجتمع. ومن أجل أن يكون الشخص مستقلاً، يجب أن يكون قادراً على التنقل من مكان إلى آخر، أو الذهاب للشراء من البقالة، أو ملء استمارة طلب وظيفة.
كل هذه الأشياء تتطلب أن يكون الشخص قادرًا على القراءة بشكل كافٍ. فإذا كان الشخص البالغ لا يستطيع القراءة بشكل كافٍ، يُمكن أن تكون حياته مليئة بالتحديات. وعلى الرغم من أن الكلمات البصرية ليست سوى مجال واحد من مجالات معرفة القراءة، فإن اكتساب الكلمات البصرية هو الأساس الذي يؤدي إلى مهارات القراءة الأخرى مثل الطلاقة والمفردات والفهم. كذلك يؤدي أيضًا إلى زيادة الثقة بالنفس والتحفيز أثناء القراءة.
من الناحية التاريخية، ظل هدف تحقيق تحسين معرفة القراءة للأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية بعيد المنال. لأن تعليم القراءة كان يركز تقليديا على تدريس الكلمات والمفردات الأساسية الوظيفية، مثل قراءة الشوارع وأسماء الضواحي، أو التعرف على علامات السلامة الهامة. هذا الطريقة غير منتجة، بمعنى أن الأطفال لا يدرسون منطق النظام الأبجدي، لذا ليس لديهم أمل كبير في تعميم ما تعلموه على الكلمات الجديدة (غير المتعلمة). بينما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن هؤلاء الأطفال يستفيدون من تعليم عالي الجودة يتضمن القراءة والفهم. وعلى الرغم من الدور الهام الذي تلعبه معرفة القراءة في المناهج الدراسية، فإن العديد من الأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية لديهم فرص محدودة للحصول على اكتساب فعال للقراءة بسبب ضعف جودة تعليم القراءة أو عدم وجودها، وغالباً ما يقترن ذلك بتوقعات المعلمين الأكاديمية المنخفضة. ونتيجة لذلك، فإن الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية يتخلفون بشكل متزايد في القراءة. ويرجع ذلك إلى الفجوة في قاعدة المعرفة حول تعليم القراءة الفعال للأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية.
تعتبر معرفة القراءة للأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية من أهم المهارات الاستقلالية، لأنها تزيد من قدرتهم على التعلم بشكل مستقل، والحصول على الوظيفة والحفاظ عليها في المستقبل. لكن في كثير من الأحيان، يفترض – بعض المعلمين – أن هؤلاء الأطفال غير قادرين على الاستفادة من تعلم القراءة، نظرًا لأنهم ينظرون إلى المهام التي ينطوي عليها هذا الأمر، معقد للغاية أو غير ضروري. وقد أدى هذا الرأي إلى التخلي عن تعليمهم للقراءة.
ختامًا؛ تتمثل الخطوة الأولى في مساعدة الأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية على الإلمام بالقراءة، هو أن نفترض الكفاءة في قدرتهم على اكتساب مثل هذه المعرفة والمهارات. وهذا يعني وضع الشكوك والتصورات المسبقة جانبًا حول ما يمكن أن يكون الطفل قادرًا على إنجازه، استنادًا إلى تصنيفه بالإعاقة، أو تقييم درجة الذكاء. وبدلاً من ذلك؛ نُعلم كما لو أن الطفل سوف يتعلم. وبعبارة أخرى؛ فإن افتراض الكفاءة لدى الأطفال من ذوي الإعاقة الفكرية، هو الاعتقاد بأن جميع الأطفال يمكنهم اكتساب مهارات ذات قيمة، إذا ما توفر لهم التعليم والدعم المناسبين.
عدنان الحازمي
عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة / قسم التربية الخاصة