خمس خُرافات عن التعليم عن بُعد

16 سبتمبر 2020

سهمت التطورات المتزايدة باستخدام خدمات الاتصال بالانترنت وسهولة الوصول للأجهزة التقنية المتنقلة في تغيير كثير من أنماط الحياة المختلفة، إلا أن أنماط وأساليب التعليم لم تشهد تغييرًا بحجم الذي نلاحظه خلال هذه الفترة الاستثنائية، نظرًا لـتداعيات كورونا أجبرت الأزمة الحالية غالبية المعلمين في مختلف أنحاء العالم على استخدام أساليب وتقنيات التعليم عن بُعد. ومع هذا الانتشار الواسع للتعليم عن بُعد انتشرت أيضًا مفاهيم مغلوطة عن التعليم عن بُعد، نُفند بعضها في هذا المقال، كالتالي:

  1. يمكن الاستغناء عن المعلم في التعليم عن بُعد.

يعتقد البعض أنه مادامت المواد والمصادر الدراسية متاحة على الإنترنت فلا حاجة للمعلم في التعليم عن بُعد، إلا أن للمعلم دورًا أساسيًا في التعليم عن بُعد لجميع المراحل ولا غِنى عنه في هذه المرحلة بالذات. فلابد أن يتواجد طيلة الوقت مع طلابه لتوجيههم ومراقبة تقدمهم ومساعدتهم عند الحاجة، في دور إرشادي توجيهي أساسي لا بديل له. حتى في مراحل التعليم الجامعي والتعليم العالي حيث للطالب مساحة واسعة من الاستقلالية التعليمية ويحدد الطلاب وتيرة وجداول التعلم المناسبة لهم نجد المعلم موجود دائمًا للإشراف على عمل الطلاب والتأكد من التزامهم بالمواعيد النهائية فيما يتعلق بالاختبارات والبحوث وما إلى ذلك. وقد نرى بعض الاستثناءات مثل الدورات التعليمية الاختيارية على الإنترنت التي لا تتطلب إشراف المسؤولين وتقييمهم، وهذا لا ينطبق على الفصول الدراسية عن بُعد.

2. صعوبة التواصل في التعليم عن بُعد.

قد تكون المناقشة وجهًا لوجه في الفصول الدراسية دائمًا أفضل مقارنًة بأساليب التواصل عن بُعد. لكن يسهل التغلب على هذه العقبة بتنظيم التواصل بين المعلمين والطلاب عبر الانترنت بشكل حي و مباشر. مُعظم منصات التعليم عن بُعد تتيح أدوات للمحادثات الفورية بين المدرسين والطلاب وتسهل تنظيم مقابلات مباشرة بينهم بضغطة زر. ولهذا لانرى في التواصل عن بُعد سببًا حقيقياً لعرقلة التعليم والتفاعل بين الطلاب والمعلمين.

3. انخفاض دافعية الطلاب للتعلم عن بُعد.

من المعلوم أن هذه الفترة تحتاج لعمل مضاعف في تنظيم جهود الطلاب وتركيز انتباههم ومن المتوقع أن يؤثر الانقطاع عن حضور الدروس على التزامهم بأداء الواجبات، لكن في التعليم عن بُعد فرصة ملائمة للذين يصعب عليهم الاندماج مع جدول تعليمي محدد بالحصص، ويفضلون الانغماس في الدراسة بأسلوب مختلف. فكثير من الطلاب الجامعيين يختارون التعلم عن بُعد عِوضاً عن التعلم التقليدي لكسب مهارات تعلم مختلفة تؤهلهم لبيئة العمل، ولأنه يتيح لهم تحديد وتيرة التعلم وسرعته حسب احتياجاتهم وظروفهم العائلية. لذلك نراهم يمتازون بالانضباط والاستقلالية أكثر من طلاب التعليم التقليدي.

4. صعوبة جذب انتباه الطلاب

قد يكون هذا صحيحًا، لكن الاختبارات التقليدية المستخدمة عادةً في التعليم مثل: (ملئ الفراغات والخيارات المتعددة) لا تستثير فضول وحماس الطلاب، ويكون الاندماج مع الدرس والأنشطة صعباً. لذلك نرى المعلمين في الصفوف التقليدية يتفوقون في جذب انتباه طلابهم بأنشطة متنوعة داخل الصف. لكن لحسن الحظ، هناك أدوات تقنية تسهل علينا تصميم الأنشطة التعليمية بأحدث الأساليب أثناء التعليم عن بُعد. فالمنصات التعليمية توفر خدمات لا حصر لها (مثل المحادثات المباشرة ولوحات العصف الذهني الإلكترونية ومشاركة الشاشات و الاستبيانات وغيرها) تسهل التفاعل الآني بين المعلم و الطلاب كما لو أنهم في غرفة الصف التقليدية.

5. الدروس عن بُعد مكررة وغير متجددة

أحد المفاهيم المغلوطة عن التعليم عن طريق الانترنت أن الدروس عن بُعد مكررة وغير متجددة، لكن على العكس تمامًا فالمحتوى التعليمي على الانترنت غير صالح لكل زمان ومكان، بل أنه يتجدد بشكل دائم نظراً لسرعة انتشار الأخبار وسهولة الدخول عليها وبسبب التغيرات المستمرة في طرق تصميم المصادر التعليمية مثل الدورات. ومن غير المتعارف عليه أن تعتمد كتابة المحتوى التعليمي على مصادر قديمة، ولا يمكن التقليل من أهمية التحديثات المنتظمة لمواد التدريس عبر الإنترنت.

يمكّننا التعليم عن بُعد من سد حاجات الطلاب التعليمية بأساليب سهلة وحديثة في كل وقتٍ وحين. لذلك لابد من تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن التعليم عن بُعد و دعم جهود المؤسسات القائمة على ذلك.

المصدر:

Zielinski Jakub, 2018. 5 Myths about online teaching, click meeting.

.https://blog.clickmeeting.com/online-teaching-myths