لأكثر من عقد من الزمن أصبح لليوم الثاني من أبريل معنى خاص للعالم، حيث قامت الأمم المتحدة في عام 2007 بإعلان الثاني من أبريل واعتباره اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد، وتعود جذوره إلى الأول من نوفمبر عام 2007 الوقت الذي طلبت فيه الأمم المتحدة أن يتم تأسيس يوم ليكون يوم عالمي للتوحّد. وتم إصدار القرار في 18 ديسمبر 2007، عندها أقر يوم التوعية العالمي للتوحد باعتباره يوم عطلة في 2 أبريل من كل عام. وعقد أول يوم عالمي للتوعية بالتوحد في ربيع عام 2008.
ويهدف اليوم العالمي للتوحد إلى لفت انتباه جميع أفراد وشرائح المجتمع بما فيهم أسر ذوي اضطراب التوحد والمختصين وأفراد المجتمع بصفه عامة، والجهات الحكومية والخاصة من المدارس والجامعات والمؤسسات والوزارات وغيرها، لتعرفهم بحقوق ذوي اضطراب طيف التوحد في جميع المجالات، وأهمية دمجهم في المجتمع، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تسهيل الكثير من العقبات في حياتهم، إضافة الى أهمية دعم ذوي اضطراب التوحد وأسرهم نفسياً واجتماعيا ومادياً في كثير من الحالات، وتيسير سبل الوصول إلى الخدمات والبرامج الخاصة لهذه الفئة.
وعلى صعيد آخر، يولي اليوم العالمي للتوعية بالتوحد أهمية كبيرة للتدخل المبكر لما له من التأثير الكبير على مهارات الاتصال والنجاح الأكاديمي وتخفيف المسؤوليات المادية مستقبلاً.
وبحسب ما أقرته منظمة الأمم المتحدة على أن يركز الاحتفال باليوم العالمي للتوحد لهذا العام – 2018- على أهمية تمكين النساء والفتيات المصابات باضطراب طيف التوحد وإشراكهن والمنظمات التي تمثلهن في صنع السياسات واتخاذ القرارات للتصدي لهذه التحديات. ومن خلال مناقشات نشطة ومنظمة مع الخبراء، والنظر في التحديات الخاصة التي تواجه النساء والفتيات المصابات باضطراب التوحد في هذا السياق.
ومن القضايا الرئيسية الأخرى التي يجب معالجتها: المساواة العادلة مع الآخرين في التحديات والفرص في ممارسة الحقوق ممارسة كاملة في الأمور المتعلقة بالزواج والأسرة والأبوة والأمومة، وكما هو موضح في المادة 23 من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وفي أهداف التنمية المستدامة (وخاصة الهدفين الخامس والسادس) التي اعتمدها قادة العالم في عام 2015.
يمثل التركيز على هذه القضايا وما سبقها في الأعوام الماضية الشيء الكبير في نفوس ذوي اضطراب التوحد وأسرهم، لما يعبر عن مدى أهميتهم في مجتمعهم والرغبة الحقيقية في دمجهم والأخذ بيدهم لبر الحياة الكريمة اسوةٌ ببقية أفراد المجتمع.