رؤية حول توظيف الأفراد الصم (كمعلم مساعد) في الفصول التعليمية للحد من بطالتهم

12 مايو 2018

يعاني الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام من فرص وظيفية محدودة, وإن المتتبع لحركة توظيف الصم ,كفئة من فئات الاعاقة – وبالأخص المرأة الصماء يجد أن هناك قصور شديد في الميل إلى توظيفهم من قبل أرباب العمل؛ قد يكون ناتج عن التمييز الذي يعانيه الأصم كونه أصم, الضعف لدى البعض منهم في قدراته ومهاراته , أو لضعف امكاناتهم للتنافس في المجالات المهنية المختلفة.

أشارت منظمة الصحة العالمية أن 360 مليون شخص في العالم (328 مليونا من البالغين و32 مليوناً من الأطفال) يعانون من فقدان السمع في العام 2017م.

وتقدر معدل البطالة للسكان السعوديين من عمر (15) سنة فأكثر للربع الثاني من عام 2017 ب (1208) من إجمالي عدد السكان السعوديين (308, 472, 31), وهذا مؤشر على ارتفاع نسبة البطالة بشكل عام لدى الجميع , فما حال البطالة للأشخاص ذوي الاعاقة !!! وبالنظر إلى واقع حال تشغيل ذوي الاعاقة في عالمنا العربي، نلاحظ أن الغالبية العظمى من الأشخاص ذوي الاعاقة تعاني من البطالة لأسباب مختلفة, ومن خلال ما نشرته الهيئة العامة للإحصاء للمسح الديموغرافي لذوي الاعاقة يتضح الآتي:

مسح ذوي الاعاقة الواحدةالذكور :١- ٤٠.٨٪ يعمل بأجر٢- ٦.١٪ يبحث عن عمل ولم يسبق له العمل٣- ٤.٤٪ يبحث عن عمل وسبق له العمل٤- ٠.٦٪ يعمل بدون أجر٥- الطلاب ٨.٢٪الإناث :
١- ٨٪ يعمل بأجر٢- ٥٪ يبحث عن عمل ولم يسبق له العمل٣- ٠.٢٪ يبحث عن عمل وسبق له العمل٤- ٠.٢٪ يعمل بدون أجر٥- الطلاب ١٠.٤٪
وهذا يؤكد على وجود العديد من المعوقات التي تواجه تأهيل وتشغيل الأشخاص ذوي الاعاقة ومن اهمها ما يلي:

  • عدم قناعة أصحاب العمل بقدرات ذوي الاعاقة، والنظر لهم بعدم القدرة على الإنتاجية كغيرهم
  • اتجاهات سالبة نحو الأشخاص ذوي الاعاقة (عدم قبولهم كأعضاء لهم نفس الحقوق )
  • بعض الأفراد من ذوي الاعاقة بحاجة إلى إجراء تعديلات لازمة له في بيئة العمل

وبالنظر الى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة نجد أن الاتفاقية أفردت المادة (27) لما يتعلق بجانب العمل والعمالة , ويمكن أن نستدل من الاتفاقية على مجالات توظيف الأصم في المجتمع وهي على النحو التالي:

:مجالات توظيف الأصم في المجتمع

  • موظف قطاع عام (حكومي)
  • موظف قطاع خاص
  • مهنة متخصصة في سوق العمل
  • مدرب
  • معلم / معلم مساعد

وتفعيلاً للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة بحقهم في العمل , والأسبوع العربي للأصم (43) والذي جاء بشعار ” توظيف الصم في المجتمع للحد من بطالتهم” نطرح رؤية امكانية توظيف الصم (كمعلم مساعد) بالفصول التعليمية ويمكن أن نستحدث ما يقارب 1177 وظيفة للبنين والبنات من الأفراد الصم ناتجاً من اجمالي عدد معاهد الأمل وبرامج دمج العوق السمعي (الصم – ضعاف السمع – زارعات القوقعة), وقد تكون أكثر من ذلك في حال توظيف أكثر من معلم مساعد من الاشخاص الصم في المعهد أو البرنامج الواحد.

من هو المعلم المساعد? Who Is Teacher Assistant?

تعد وظيفة (المعلم المساعد) من الركائز التي تعتمد عليها العملية التعليمية بعدة دول خاصة بريطانيا وأمريكا، بدءاً من المراحل الأولى في الروضة والتعليم الأساسي، وحتى المرحلة الثانوية، وتزداد أهميته مع الطلبة ذوي الاعاقة

وتتعدد مصطلحات (المعلم المساعد) لتشمل (المساعد المهني, مساعد تربية/ أو مساعد الفصل , معاون مدرس, مساعد تعليمي / تربوي) , ويمكن أن نشير إلى تاريخ ظهور المصطلح في الغرب كان خلال القرن السابع عشر في جامعة هارفارد، لمساعدة الطلاب المتأخرين أكاديمياً.

ويشير مصطلح (المعلم المساعد) إلى المكانة المتعلقة بالتعليم في المدرسة، وهو مسئول بشكل عام عن تقديم مساعدة خاصة أو مركزة للطلاب ويطلق عليه مساعد التدريس (TA), وقد يشمل الإشراف على الطلاب خارج فصولهم, ووفق للوائح التي أشارت لها بعض الدراسات أنه يسمح للمعلمين تفويض بعض مهامهم إلى مساعديهم في التدريس.

وفي هذه المقالة نخصص أحقية توظيف الأفراد (الصم) كمعلمين مساعدين في معاهد وبرامج العوق السمعي, ويمكن أن نعرف المعلم المساعد (الأصم) هنا بأنه معلم أصم يتم تعيينه ليقوم بمهمات التعليم بالتعاون مع معلم الفصل العادي (معلم التعليم العام) ويرافقه في الفصل الدراسي العادي للعمل من أجل رفع المستوى التحصيلي للطلاب الصم وضعاف السمع من ذوي المستويات المختلفة.

يؤدي (المعلم المساعد) خدمات مهمة عديدة لكل من الطالب والمعلم تساعد على رفع كفاءة العملية التعليمية، وتكمن وظيفته الرئيسية في التعامل مع عدد من الطلاب في مجموعات صغيرة تحتاج إلى دعم ومساندة من نوع ما.

لماذا مساعد المعلم يكون (أصم)؟

هناك عدة اسباب تؤكد اهمية وجود المعلم المساعد الأصم بالفصول التعليمية ومنها:

  • حاجة الطلاب الصم وضعاف السمع إلى دعم (المعلم الأصم) عندما يتلقون تعليمهم على أيدي معلمي التعليم العام بهدف دعمهم في التعلم
  • الرفع من مستوى أدائهم الأكاديمي.
  • العمل كقناة لتوصيل المعلومة
  • زيادة في الانتماء الصفي
  • امكانية توصيل المحتوى ومضمونه الكامن للطالب الأصم
  • التحسين من عملية الدمج وتعزيز النظرة الايجابية للدمج
  • توافق خصائص الاعاقة بين المعلم المساعد والطالب الأصم.
  • امكانية اكساب الطلاب الصم خبرات أكثر
  • قدرته على معالجة المعلومات
  • التأثير القوي في توصيل الرسالة

كما أن هناك عدة مبررات تؤكد الحاجة إلى مساعد المعلم(الأصم) ومنها:

أولاً: فهم العمليات والاجراءات بشكل أكبر:

غالبا ما يتعلم الطلاب الاجراءات الياً دون تفكير , ويتقبلون الارشادات في العمل دون نقد .كما أنهم يتعلمون الاجراءات دون فهم للمبادئ العلمية التي بنيت عليها)

لأن فهم العمليات والاجراءات يحتاج الى وقت طويل من الممارسة ومن المحاولة والخطأ لأنه تعلم تجريبي على سبيل المثال حل المسائل الرياضية , اجراء التجارب في مادة العلوم , رسم الخرائط في مادة الجغرافيا…

ثانياً: فهم السياق :

إن أساليب التدريس الحالية لا تؤكد كثيراً على فهم السياق أو الاطار الذي يتم فيه التدريس , لأن المعلمون يعطون المعلومات بصرف النظر عن العوامل المؤثرة في السياق أو الاطار الذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند تفسير معاني العبارات, كما يعلمونهم حل المسائل دون توضيح مدى ارتباط هذه المسائل بهم أو بمجتمعهم أو بحياتهم العملية.

ثالثاً: نقل المعلومات:

عادة يتم نقل المعلومات إلى الطالب الأصم وتبقى في الذاكرة قصيرة المدى , إلا أن مساعد المعلم عندما يكون أصم سينقل هذه المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى وبالتالي فيحتفظ الدماغ فيها بشكل غير قابل للنسيان.

رابعاً: إعادة البناء :

تتم اعادة البناء في عملية (التذكر) عندما يشكل الطالب معنى جديداً للمعرفة , أو يُعدل معنى المعرفة القديمة, وفي هذه العملية يحاول الطالب اعادة ترتيب الحقائق, بحيث يعطي مجال للتعمق في الحقائق , وتقويم المعلومات الجديدة التي أُضيفت لفهمه الواقعي السابق.

خامساً: المقارنة

وتكمن في عمليات (الفرز) للأفكار المتشابهة ووضعها تحت عناوين مناسبة لها , تحديد التشابه المنطقي في مواقف وسياقات متنوعة, وامكانية التمديد: أي توسيع النموذج أو البناء المعرفي الحالي.

سادساً: تعليمه كيفية التعلم:

عمليات التعلم معقدة وتمر بمراحل تفكير عليا لذا فإن الأصم سيكون شخص قادر في تعليم الطلاب هذه المهارة.

سابعاً: ضمان تركيز انتباه بشكل أكبر:

هناك علاقة قوية بين التحصيل الدراسي وتركيز الانتباه , وبالتالي فإن المساعد الاصم يستخدم أساليب متنوعة لاستمرارية تركيز الانتباه.

ثامناً: تعزيز ثقافة الصم.


ويمارس المعلم المساعد عدة أدوار مهمة تحت إشراف المعلم الأساسي

  • يقدم الدعم التعليمي للطلاب ، وهو حلقة وصل بين المدرس والطالب
  • المشاركة في التخطيط للدرس
  • المساعدة في إدارة الصف
  • تجهيز التقنيات التعليمية المستخدمة في الدرس
  • إجراء الاختبارات التشخيصية والتقويمية
  • تنظيم العملية التعليمية في الصف
  • استخدام أساليب واستراتيجيات تتناسب مع الطلاب
  • اعداد الوسائل التعليمية المناسبة للدرس

كما أن هناك أدوار أخرى حددها الدليل التنظيمي للتربية الخاصة بوزارة التعليم (1437هـ) بشكل عام كمهام للمعلم المساعد وفق ما يلي:

  • تحضير بعض الأدوات الخاصة بالفصل الدراسي والإشراف على الأجهزة السمعية والبصرية وغيرها
  • مساعدة الطلاب في التعليم والتعلم
  • متابعة الطلاب تحت إشراف المعلم
  • المساهمة في تنظيم وتنفيذ الأنشطة الجماعية
  • المساعدة في التحضير والتنفيذ للعمل الجماعي اليومي للفريق وأنشطة الطلاب
  • المساعدة في عملية ضبط بالفصل الدراسي والإشراف على الطلاب خارج المدرسة
  • المساعدة في إدارة الخدمات والموارد والأجهزة ، يشمل أجهزة التكنولوجيا المساعدة الضرورية لتقديم الخدمات

ومن الأهمية توفر بعض المعايير للمعلم المساعد حتى يكون فعالا بالفصول التعليمية وتكمن في تحقيق المعايير التالية:

  • المعرفة الفلسفية والتاريخية والقانونية لتعليم الصم وضعاف السمع
  • المعرفة بخصائص المتعلمين الصم وضعاف السمع
  • المعرفة بالتخطيط للبرامج التعليمية والمناهج الدراسية للصم وضعاف السمع
  • المعرفة بالتدريس ومهاراته وممارساته وإجراءاته للصم وضعاف السمع
  • المعرفة بإدارة وضبط الفصل الدراسي
  • المعرفة بالقضايا والممارسات الأخلاقية

المراجع :

وزارة التعليم (1436). الدليل التنظيمي للتربية الخاصة .الادارة العامة للتربية الخاصة .