من خلال تجوالي بين أروقة الفصول والغرف العلاجية لتفقد أحوال الطلبة والأخصائيات في المراكز والمدارس وأيضا من خلال الاتصالات التي تردني من أولياء الأمور..لطالما ترددت على مسامعي العبارات التالية: “ممكن تعدلي سلوك .فلان” ، “فجأه عض”، ” كان هاديء وبدأ يبكي بدون سبب”، “الطفل في غرفة 5 يحتاج تعديل سلوك”. جميع العبارات السابقة تفتقر للعديد من العناصر وهي ليست كافية للتعامل مع أي من السلوكيات التي سبق ذكرها. ما أرغب إيصاله للجميع سواء معلم تعليم عام أو معلم تربية خاصة أن تعديل السلوك لا يتم بالسرعة التي يتوقعونها مثل كبسولة الدواء وفي نفس الوقت هو ليس بشيء عضال يصعب حله. لذلك يجب على كل المحيطين بالطفل الذي تصدر منه المشكلة السلوكية أن يستعينوا “باستشاريي وفنيي تحليل السلوك للمساعدة في تعديل السلوك وفي نفس الوقت إعطاؤهم الوقت والمساحة لتطبيق الإجراءات والخطوات الصحيحة لوضع خطة علاجية بعد التعرف على السلوك تعريفا واضحا ومفصلا وصولا إلى وظيفة السلوك. وتتلخص في التالي:
أولاً: سؤال المعلم والأهل وهي معلومات أولية وتساعد في جمع البيانات ولكن لا يعتمد عليها وحيدة.
ثانياً: الملاحظة المباشرة للطفل في البيئة الطبيعية للوقوف على الأحداث قبل ظهور السلوك، ثم تحديد السلوك الذي ظهر وجمع بيانات المشكلة وعدد مرات حدوثها، ومدى شدتها وما الذي أعقب ذلك السلوك أو الأحداث التي حدثت بعده.
ثالثاً: التحليل التجريبي: وهي طريقة يتم فيها اختبار أثر بعض العوامل على السلوك ولايقوم بها سوى استشاري تحليل السلوك أو من هم تحت إشرافه المباشر هذه العوامل هي: التجاهل- الانتباه- الأوامر التعليمية- المعززات الحسية.
بعد جمع البيانات بإحدى الطرق السابقة أو جميعها تبدأ عملية تحليل البيانات للوصول إلى وظيفة السلوك أو سببه الذي قد يكون أحد الأسباب التالية أو اجتماع لأكثر من سبب :
– لفت الانتباه فقد يبكي الطفل أثناء استخدام والدته للهاتف ويتوقف عن ذلك فور إنهائها للمكالمة.
– الهروب من مهمة وقد يصرخ الطفل بصوت عالي كلما طلب منه أن يحل مسألة حسابية ويتوقف عن الصراخ عندما يحلها له المعلم أو عندما يقال له ليس من الضروري أن تحلها/ الوصول إلى شيء محبب قد يضرب الطفل أخته لأنها تمسك الحلوى بيدها ويتوقف إذا أعطته.
– مشكلة حسية وهو مايشاهد من رفرفة وهز للجسد للحصول على تعزيز داخلي.
وبناء على الوظيفة السلوكية يتم تحديد الطريقة الأنسب للتعامل مع السلوك والذي يحددها استشاري تحليل السلوك ويطبقها فريق العمل والأسرة جميعا بنفس الطريقة مع الاستمرار في القياس.
ولتعديل السلوك طرق متعددة يحدد الأنسب لكل حالة عن طريق استشاري تحليل السلوك ومنها:
التدخل القبلي:
تحضير الفيديو: يعرض من خلاله المطلوب من الطفل القيام به من أنشطة حتى يخفف من حدة القلق من التعرض لأشياء جديدة.
إثراء البيئة: توفير الأنشطة والأدوات في بيئة الطفل تجنبا لحدوث سلوكيات بسبب التعرض لمثيرات جديدة.
إجراءات الحث و التلقين: يتم باستخدام الحث المناسب لمستوى قدرات الطفل
التأخير التدريجي: ونعني بذلك التأخير التدريجي في تقديم التعزيز حتى ينجز الطفل المطلوب أكثر بدافعية أكبر
جداول النشاط الفوتوغرافية: تنظم البيئة وأيضا بيئة العمل
استخدام الطلب للمهارات العالية: أن يطلب من الطفل الإجابة على الأسئلة التي يعرف إجابتها ثم يبدأ الفاحص بطرح أسئلة جديدة.
الاختيار: تخيير الطفل بين مهمتين أو نشاطين أو معززين
جدولة استخدام قانون بريماك: التعاقد مع الطفل وهو أحد مبادئ التعزيز ويقوم على الاتفاق بأن الطفل إذا قام بعمل النشاط أو السلوك الأقل احتمال أكثر أو لعدد يحدده المدرب سيحصل على مايريده
تدخل قائم على التعزيز:
طريقة تبادل الصور (بيكس)
وهو عبارة عن نظام يتبادل به الطفل الصور التي تعبر عن احتياجاته ويتم بذلك مكافأة الطفل تلقائيا.
التدريب على التواصل الوظيفي: يقوم على العلاقة بين التواصل بطريقة صحيحة والحصول على التعزيز الفوري مثال: أن يطلب الطفل بطريقة مؤدبة بدل أن يطلب بالصراخ.
إجراءات التعزيز التفاضلي: يتم الاتفاق مع الطالب بأنه إذا لم يصدر السلوك خلال 10 دقائق كامل سيحصل على اللعبة المفضلة.
عندما يبدأ الطفل بوضع الألعاب أو كل مايقع في يده في فمه سيتم إعادة توجيهه بوضع لعبة خاصة بالفم.
التعزيز غير المشروط: استراتيجية قبلية لمنع السلوك وهي فعالة خاصة لمن تكون وظيفة سلوكهم لفت الانتباه وتقوم على أن يشبع المعلم الطفل بالانتباه والاهتمام ليس على فعل السلوك الجيد نما قبل أن يحدث السلوك الجيد وبذلك لن يظهر السلوك الذي يسعى للفت الانتباه.
التحكم البعدي :
التلاشي: يتم فيه عدم تعزيز السلوك الذي كان يعزز في الماضي
التصحيح الزائد: إذا كان سلوك الطفل هو رمي الأوراق في داخل الفصل فسيتم تصحيح ذلك بجعله ينظف ماتم رميه داخل وخارج الصف.
تكلفة الاستجابة: ويتم ذلك بأن يحصل الطفل على عدد من النجوم عند الاستجابة الصحيحة بحيث يحصل على شيء مفضل عند الانتهاء من جمع العدد المطلوب وفي نفس الوقت يخسر الطفل أحد النجوم عند القيام بسلوك غير مقبول.
الوقت الخارجي: وينقسم لقسمين إما ن يجلس الطفل بعيدا عن المجموعة في نفس مكان تواجدهم وإما أن يوضع في مكان بدون أصدقائه ولكن تحت إشراف مختص ويتوفر شروط الأمن والسلامة للطفل.
حجب وإغلاق الاستجابة: وذلك يتم بالتوقف عن تعزيز سلوك كان يعزز في السابق مثل أن لا تنهي الأم المكالمة عندما يبكي الطفل فتدريجيا عند عدم الحصول على استجابة من آلام سيخف البكاء.
إن عملية تعديل السلوك ليست سريعة وتتم في دقائق ولكنها نتاج جهد وعمل دقيق ومنظم من قبل الفريق المحيط بالطفل سواء في المنزل أو المكان الذي يقدم الخدمات.