ماهو اضطراب طيف التوحد؟
اضطراب طيف التوحد أو ما يعرف بالـ (ASD) هو اضطراب عصبي نمائي يتميّز بضعف اجتماعي وتواصلي وسلوكيات مقيدة أو متكررة من الاهتمامات والأنشطة. يمكن أن تختلف أعراض الشخص المصاب بالتوحد عن أعراض شخص آخر مصاب بالتوحد. يفكر البعض أن كلمة “طيف التوحد” أي أن الطفل مصاب بسمات بسيطة من الاضطراب بينما تشكّل كلمة “طيف” درجة شدة الإصابة بالاضطراب، قد يكون لدى شخص مصاب بالتوحد أعراض خفيفة، بينما قد يكون لدى شخص آخر أعراض أكثر شدّة، لكن كلاهما يعاني من اضطراب طيف التوحد. يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوحد إلى الكثير من المساعدة في حياتهم اليومية بينما يحتاج البعض الآخر الى مساعدة أقل.
على الرغم من مجموعة الأعراض المحتملة، هناك بعض الإجراءات والسلوكيات الشائعة وقد تشير إلى أن الطفل يعاني من طيف التوحد. يجب على أولياء الأمور ومقدمي الرعاية الذين يلاحظون هذه المؤشرات التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية للطفل عن اضطراب طيف التوحد وفحص الطفل بحثًا عن صحة إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد من عدمه.
علامات ومؤشرات:
قد يصاب الشخص باضطراب طيف التوحد قبل الـ 3 سنوات. في حالات أخرى، قد لا تظهر الأعراض إلا بعد 24 شهرًا أو أكثر كما تشير بعض الأبحاث عن إمكانية ملاحظة سمات التوحد في عمر الـ 9 أشهر. كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحّد يتطورون بشكل طبيعي حتى حوالي 18 إلى 24 شهرًا ثم يتوقفون عن اكتساب مهارات جديدة، أو يفقدون المهارات التي كانت لديهم في السابق. كما أظهرت الدراسات أن ثلث إلى نصف آباء الأطفال الذين يعانون من التوحد لاحظوا مشكلة قبل عمر السنة لطفلهم، ونحو 80 ٪ – 90 ٪ شهدت مشاكل قبل 24 شهرا من العمر.
بعض العلامات والمؤشرات التي قد تكون علامات تحذيرية لطفلك:
– لا يستجيب لاسمه قبل 12 شهرًا من العمر.
– عدم الإشارة إلى الأشياء لإظهار الاهتمام قبل 14 شهرًا.
– ضعف اللعب التخيلي لمدة 18 شهرًا.
– ضعف التواصل البصري.
– صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التحدث عن مشاعرهم.
– تأخر مهارات التحدث واللغة.
– تكرار الكلمات أو العبارات مرارًا وتكرارًا (المصاداة).
– إعطاء إجابات ليس لها صلة بالأسئلة.
– صعوبة تغيير الروتين.
– رفرفة اليدين، الدوران.
– يفضّل اللعب بمفرده.
-ردود فعل غير عادية على الطريقة التي تبدو بها الأشياء أو رائحتها أو ذوقها أو شكلها أو شعورها.
الانتشار:
زاد معدل انتشار الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مع مرور الوقت، وغالبًا ما يتم سؤال مقدمي الرعاية عن أسباب هذه الزيادة. قد تعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل منها:
– زيادة الوعي بالاضطراب وأعراضه.
– توسيع معايير التشخيص للاضطرابات المبنية على الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM5)
– زيادة انتشار اضطراب التوحد المرتبط بعوامل الخطر البيولوجية.
ولا زالت الأبحاث قائمة حتى الآن حول البحث واكتشاف العوامل المؤثرة في انتشار اضطراب التوحد.
حقائق حول اضطراب طيف التوحّد:
– 1 من كل 59 طفل يشخّص باضطراب طيف التوحد.
– تتضاعف نسبة إصابة الذكور باضطراب طيف التوحّد 4 أضعاف عن نسبة الإناث.
– لا يزال يتم تشخيص الأطفال باضطراب التوحّد بعد سن الرابعة بالرغم من أنه يمكن التشخيص في سن الثانية.
– يصيب التوحد جميع الأعراق والمجتمعات بلا استثناء.
– التدخل المبكر يؤثر بشكل إيجابي على حياة الشخص كاملة.
– لا توجد اختبارات طبية للكف عن اضطراب طيف التوحّد.
– تشير الأبحاث أن الوراثة تلعب الدور الأكبر في معظم الحالات.
– ترتفع نسبة الإصابة بالتوحد عند الأطفال المولودين لأباء أكبر سنًّا.
– الوالدان اللذان لديهم طفلا مصابًا باضطراب التوحد ترتفع احتمالية إنجابهم لطفل آخر مصاب بالاضطراب بنسبة 2% – 18%
– أظهرت الدراسات أنه في حالة التوائم المتشابهة إذا كان الطفل الأول مصاب، فإن احتمالية إصابة الطفل الآخر تكون من 36% – 95% وفي حالة التوائم غير المتشابهة تنخفض النسبة إلى 31%
– أثبتت الأبحاث العلمية بأنه لا توجد علاقة بين اللقاحات الطبية وبين الإصابة باضطراب التوحد.
فريق التشخيص:
يعتمد تشخيص اضطراب طيف التوحد إلى وحدة فريق التشخيص والذي يتكوّن من فريق متعدد التخصصات:
– طبيب نمو وسلوك الطفل.
– طبيب نفسي للأطفال والمراهقين.
– طبيب أعصاب للأطفال.
– أخصائي نفسي اكلينكي.
– أخصائي النطق.
– أخصائي علاج وظيفي.
– أخصائي اجتماعي.
– محلل سلوكي.
– معلم التربية الخاصة.
العلاج:
لا توجد أدوية يمكنها علاج اضطراب طيف التوحد أو علاج الأعراض الأساسية. ومع ذلك، هناك الأدوية التي يمكن أن تساعد بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوحد من خفض أعراض جانبية. على سبيل المثال. قد يساعد الدواء في زيادة التركيز أو خفض فرط الحركة أو نوبات الاكتئاب ونحوها. ولا يمكن استخدام الدواء دون استشارة الطبيب المختص.
و تشير الأبحاث إلى أن خدمات علاج التدخل المبكر يمكن أن تحسن بشكل كبير نمو الطفل تساعد خدمات التدخل المبكر الأطفال من الولادة إلى 3 سنوات (36 شهرًا) على تعلم مهارات مهمة مثل: التحدث والتفاعل مع الآخرين واللعب. تشمل الخدمات العلاج على:
– تحليل السلوك التطبيقي.
– العلاج الوظيفي.
– التكامل الحسّي.
– النطق والتخاطب.
المراجع:
.https://pediatrics.aappublications.org/content/145/1/e20193447