كشفت مبادرة فصيح، بالشراكة بين مؤسسة عبدالقادر المهيدب لخدمة المجتمع وشركة ينمو، أن تكلفة اضطرابات اللغة على الفرد قد تصل إلى 1.8 مليون ريال سعودي مدى الحياة في حال غياب التدخل المبكر، فيما تبلغ التكلفة الكلية لهذه الاضطرابات في السعودية حوالي 190 مليار ريال سعودي. بالمقابل، يحقق الاستثمار في برامج الكشف والتدخل المبكر عائدًا اقتصاديًا يصل إلى 8 ريالات لكل ريال يُنفق. قدمت المبادرة خدمات الكشف والتدخل المبكر مجانًا عبر تطبيق ينمو طفلي، ما مكّن من الوصول إلى أكثر من 10,000 طفل في مختلف مناطق السعودية، وسهّل على العائلات من خلفيات متنوعة الحصول على الدعم المتخصص. وتعود هذه التكلفة المرتفعة إلى عدة عوامل، أبرزها:
• ضعف الفرص التعليمية: حيث يواجه الأطفال صعوبات في التحصيل الدراسي مما يزيد الحاجة إلى برامج تعليمية خاصة.
• انخفاض الفرص الوظيفية: ضعف مهارات التواصل يقلل من فرص الحصول على وظائف ملائمة ويؤثر سلبًا على الدخل مدى الحياة.
• الاعتماد على الرعاية الاجتماعية: تزايد الحاجة إلى خدمات الدعم والتأهيل الحكومي.
• الأعباء النفسية والاجتماعية: تزايد المشكلات النفسية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تكاليف إضافية للعلاج والدعم الأسري. اعتمدت المبادرة على فريق بحثي من نخبة الجامعات السعودية والعالمية، ما عزز مصداقية نتائج الدراسة حول الأثر الاقتصادي لاضطرابات اللغة. وأظهرت النتائج أن التدخل المبكر خلال السنوات الثلاث الأولى يُقلل التكاليف الباهظة ويُحقق عوائد اقتصادية كبيرة. تتماشى المبادرة مع رؤية السعودية 2030 في دعم الطفولة المبكرة وتنمية رأس المال البشري، وأوصت بتبني سياسات وطنية للكشف المبكر، وتوسيع برامج التدخل، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية. تُبرز مبادرة فصيح أن اضطرابات اللغة تمثل تحديًا اقتصاديًا ومجتمعيًا يتطلب استراتيجيات شاملة لضمان مستقبل أكثر ازدهارًا للأطفال والمجتمع.