التعليم يحدث من خلال عملية التواصل. تشمل العملية التعليمية الأداء الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي والمهني. إن القدرة على المشاركة في التواصل النشط والتفاعلي مع الأقران والبالغين في البيئة التعليمية أمر ضروري للطلاب للوصول إلى التعليم.
الأطفال الذين لديهم مشاكل في مهارات النطق واللغة والتواصل، معرضون لأن تكون لديهم مشاكل أكاديمية، ومشاكل سلوكية، ومشاكل اجتماعية، ومشاكل في مهارات التعلم. تشير التقارير إلى أن مشاكل النطق واللغة تؤثر على الأطفال والطلبة الذين في مرحلة ما قبل المدرسة بنسبة ٥% إلى ٨%، وتستمر هذه النسبة مع الأطفال لمرحلة المدرسة (US Prevalence Task Force, 2006).
كما تشير التقارير أيضاً إلى أن طفل واحد من بين كل 10 أطفال لديه احتياجات تتعلق بالنطق واللغة والتواصل، حيث أن المهارات الأكاديمية خاصةً مهارات القراءة والكتابة تعتمد اعتماداً مباشراً على سلامة البناء الصوتي للطفل، على سبيل المثال المهارات الصوتية لدى الأطفال قد تعتبر مؤشراً مهماً للكشف عن مشكلة عسر القراءة.
إن الطلاب الذين يعانون من ضعف في النطق أو اللغة هم ثاني أكبر فئة من الطلاب بعد ذوي إعاقات التعلم المحدود. وعليه لا بُدَّ من الاهتمام باضطرابات النطق واللغة والسمع لدى الأطفال وإجراء الدراسات المسحية للكشف عن هذه المشاكل ووضع خطط العلاج لها من قبل جميع الأنظمة التربوية في جميع أنحاء العالم. كما أن اضطرابات التواصل قد تؤدي إلى الحد بشدة من الخيارات المهنية المحتملة للطالب في المستقبل.
إن العلاقة بين كفاءة وسلامة المهارات الأكاديمية والمدرسية وكفاءة وسلامة المهارات اللغوية والتواصلية علاقة طردية مباشرة. القراءة والكتابة والإيماء والاستماع والتحدث كلها أشكال من اللغة. من هنا فإن سلامة مهارات التواصل يعني سلامة مهارات التفكير والقراءة، والكتابة، والمحادثة والتعلم. يحتاج الطالب إلى مهارات التواصل ليتعلم وكلما كانت مهارات الاتصال لدى الطالب أفضل، كان أداؤه المدرسي أفضل. بالمقابل فإن ضعف مهارات التواصل لدى الطالب يعني ضعف في مهارات فهم التعليمات الخاصة داخل الفصل الدراسي، وضعف المشاركة في مهارات التعلم داخل الفصل، وضعف في قدرة الطالب على بناء صداقات جديدة مع الأقران والمحافظة عليها.
نظرة تاريخية:
برامج اللغة المعتمدة على المدرسة لها تاريخ طويل حيث تشير السجلات إلى انه في عام 1910 كانت مدرسة شيكاغو العامة أول مدرسة تقوم بتوظيف “مدرسين تصحيح”. في خمسينيات القرن العشرين عمل أخصائيو علم النطق واللغة في البيئة الدراسية والمسمون سابقا “بأخصائي تصحيح الكلام” أو “اختصاصي الكلام” أو “معلمي الكلام” والذين عملوا بشكل أساسي مع أطفال المدارس الابتدائية الذين يعانون ضعف الكلام المعتدل إلى المتوسط في مجالات التعبير، الطلاقة والصوت وفي وقت لاحق مع زيادة المعرفة حول تطور اللغة، طور فان هاتوم، 1982 معالج النطق مهارات في تحديد وعلاج اضطرابات الكلام وبالتالي توسع نطاق المهنة.
ما هي مؤشرات ضعف مهارات التواصل للطلبة في المدرسة؟
هل يعاني طفلك من مشاكل في النطق أو اللغة؟ قد لا يكون قادرًا على القيام بعمل على مستوى الصف. قد يواجه صعوبة في القراءة والكتابة والتهجئة، وقد لا يفهم الإشارات الاجتماعية، مثل ما يعنيه الشخص عندما يهز رأسه أو ينظر بعيدًا وأنت تتحدث. قد يواجه مشكلة في إجراء الاختبارات وقد لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة.
يجب على المدرسين الانتباه للمؤشرات التالية واتخاذ الإجراءات المناسبة بإحالة الطالب إلى أخصائي النطق واللغة: التأخر في الكلام، أداء الطالب الفصلي تحت المستوى، مشاكل في القراءة والكتابة، عدم قدرة الطالب على التعبير عن أفكاره ومشاعره، صعوبة في التكيف مع الطلبة الأخرين، صعوبة في فهم الأخرين وفي فهم التعليمات وتنفيذها، صعوبة في فهم الامتحانات.
لماذا يعتبر أخصائي النطق واللغة والسمع هو الشخص المؤهل والأمثل للعمل مع الطلبة الذين لديهم صعوبات تعلم ذات منشأ لغوي؟
أن أخصائي النطق واللغة هو الشخص المؤهل والأمثل للعمل مع الطلبة الذين لديهم صعوبات تعلم ذات منشأ لغوي. والسبب في ذلك أن أخصائي النطق واللغة يمتلك المعرفة العلمية المتخصصة بتطور مهارات النطق واللغة والنظريات اللغوية، كما أنه يمتلك الخبرة في المتطلبات اللغوية الأساسية للتعلم والمناهج مثل تطور المفردات، ومعرفة المستويات اللغوية العالية المعقدة (مثل اللغة المجازية، المتشابهات، العلاقات اللغوية…إلخ)، والمهارات النحوية والقواعدية وتطورها، إعادة صياغة الجمل، ومهارات الفهم والاستيعاب والتحليل اللغوي.
كما يدرك أخصائي النطق واللغة والسمع الأثر المباشر لمتطلبات اللغة على قدرة الطالب على فهم محتوى المنهج الذي يتطلب المهارات التالية داخل الفصل الدراسي: إجابات مفتوحة، المحتوى غير الملموس (المجرد)، توظيف واستخدام المعلومات اللغوية، تحليل واستيعاب المعلومات الشفهية والمكتوبة، تلخيص النقاط الرئيسية للمحتوى.
من هنا يتم تدريب أخصائي أمراض النطق واللغة والسمع على طرق تقييم، أو فحص، أو تحديد، أو تشخيص، أو إحالة، أو تقديم المشورة للأشخاص الذين يعانون أو المعرضين لخطر في التعبير، اللغة، الصوت، البلع، أو التواصل أو إعاقات مشابه بالإضافة إلى المشاركة في أنشطة الاستئصال أو منع إعاقات الاتصال يقوم أخصائيو الأمراض اللغوية باستشارة وتثقيف العائلات أو المهنيين حول الاضطرابات وإدارتها.
دور أخصائي النطق واللغة والسمع في المدرسة
على الرغم من أن مهمة أخصائي النطق واللغة في المدارس هي تحسين قدرات الطلاب في مجال التواصل ظلت ثابتة والطريقة التي يتعاملون بها معتمدة على تحديد الأهلية والوقاية والتقييم إلا أنها سوف تستمر في التطور. إن أخصائيي النطق واللغة اليوم يقومون بخدمة الطلاب الذين لديهم اضطرابات وصعوبات معقدة في التواصل وكثيراً ما يتطلب الأمر تدخلات مكثفة وطويلة الأجل. حيث إن هناك الكثير من حالات الاضطرابات اللغوية الواسعة وإعاقات التواصل والاحتياجات التعليمية المتنوعة.
يتمثل الدور الأساسي لأخصائي أمراض النطق واللغة في المشاركة كعضو في فريق لتحديد الطلاب الذين قد يكونون بحاجة إلى تقييمات لتحديد الأهلية المؤهلة للحصول على التعليم الخاص أو الخدمات ذات الصلة. تساعد هذه التقييمات في تحديد وجود الإعاقة والأهلية / عدم الأهلية للتعليم الخاص والخدمات ذات الصلة في إطار قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة. من الضروري أن يكون اختصاصي النطق واللغة على علم كامل بالقوانين والسياسات والإجراءات والإرشادات القانونية والأخلاقية الخاصة بالدولة أو وكالة التعليم المحلية عند تقديم خدمات التقييم والعلاج.
يعمل أخصائي أمراض النطق واللغة مع الطلبة الذين لديهم مشاكل في الأنشطة الصفية، مشاكل أكاديمية (القراءة والكتابة)، مشاكل في مهارات التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم، ولديهم ضعف في مهارات التعلم. ويركز أخصائي أمراض النطق واللغة على دمج أهداف التواصل مع الأهداف الأكاديمية والاجتماعية وذلك من خلال العمل على تكامل الأهداف داخل الفصل الدراسي، مساعدة الطلبة على فهم واستخدام المفاهيم اللغوية الأساسية، تحسين مهارات القراءة والكتابة، زيادة فهم الطلبة للنصوص والدروس.
كما يساعد أخصائي أمراض النطق واللغة والسمع في المدرسة الطلاب على تحقيق أقصى قدر من مهارات التواصل لدعم التعلم. فإن هدف أخصائي أمراض النطق واللغة والسمع في المدارس هو علاج أو تخفيف مشاكل التواصل لدى الطلاب داخل البيئة التعليمية، تحسين درجة تركيز الطالب على اتخاذ القرارات في داخل الفريق.
كما تقع على عاتق أخصائي علم النطق واللغة، كجزء من الفريق، المساعدة في تفسير البيانات والنتائج التي من شأنها تحديد نقاط القوة والاحتياجات والقدرات الناشئة، إثبات وجود اضطراب أو تأخير أو اختلاف بما في ذلك تحديد قدرات التواصل لدى الطالب في سياق المنزل و / أو المجتمع، تحديد درجة الخطورة (عندما تكون مطلوبة بموجب لوائح الدولة وإرشاداتها أو السياسات والإجراءات المحلية) ، تحديد العلاقة بين مستوى الطالب واللغة وقدرات التواصل وأي أثر سلبي على الأداء التعليمي، وتحديد ما إذا كانت الإعاقة في مهارات التواصل تتأثر بعوامل إضافية تؤثر على نتائج تقييم هذه المهارات تلخيص نتائج التقييم وتقديم التوصيات من مسؤوليات أخصائي النطق واللغة.
ويلعب أخصائي أمراض النطق واللغة والسمع في المدرسة دوراً مهماً في مساعدة الفريق في اختيار وتخطيط وتنسيق تقديم الخدمات المناسبة وخيارات الجدولة المختلفة طوال مدة الخدمة وليس فقط اتخاذ القرارات الأولية.
إذا كان أخصائي علم اللغة والتخاطب بمثابة مدير الحالة لأي طالب تم تحديده على أنه يحتاج إلى تعليم خاص أو خدمات ذات صلة، فإن مسؤوليات الأخصائي قد تشمل:
• جدولة وتنسيق كل من التقييمات المدرسية والمجتمعية.
• اتخاذ الوضعية القيادية في تطوير الخطة التعليمية الفردية.
• مساعدة الأسر على تحديد مزودي الخدمات المتاحين والمنظمات المؤيدة داخل المجتمع.
• تنسيق ورصد وضمان تقديم التعليم الخاص و / أو الخدمات ذات الصلة في الوقت المناسب.
• جدولة وتنسيق عملية إعادة التقييم.
• تسهيل تطوير خطة الانتقال.
• تنسيق الخدمات أو تقديم الاستشارات للطلاب في المدارس المستقلة والمدارس الخاصة .
يعتمد أخصائي أمراض النطق واللغة المدرسية على مبادئ التدخل الفعال عند العمل مع الطلاب الذين يعانون من اضطرابات في جميع المجالات التي يشملها نطاق ممارسة ASHA في علم أمراض النطق واللغة (1996( التي تشمل التخطيط والإدارة والتنفيذ وتقييم التدخل. هذه الطرق العامة تسهل التدخل الفعال للطلاب.
أثناء التدخل، يتواصل أخصائي أمراض النطق واللغة مع أولياء الأمور والأسر والمعلمين وغيرهم من المتخصصين في المجتمع لتعزيز أهداف برنامج IEP / IFSP الخطة التعليمية الفردية في المنزل وفي الفصل الدراسي، وتسهيل تعميم قدرات الاتصال، ومراقبة تقدم الطالب. قد يقدم أخصائيو علم النطق واللغة أيضًا معلومات تتعلق بخصائص بيئة الفصل الدراسي المؤدية إلى تطوير مهارات التواصل. وقد يقترح الفصل الدراسي أو الإقامة الفردية أو التعديلات المتعلقة بالجلوس وتحديد المواقع، متطلبات الوقت، مهارات تنظيمية أو تدوين الملاحظات، أجهزة أو أنظمة أو خدمات تقنية مساعدة، والمواد التي قد تساعد الطالب في التواصل بشكل أكثر فاعلية في البيئة المدرسية. باختصار يتمحور دور أخصائي النطق واللغة والسمع في المدارس على تحسين وتعزيز مهارات التواصل لدى الطلبة من أجل تمكينهم من المشاركة بكل فاعلية في جميع جوانب الحياة ومن أداء دورهم في المجتمع بشكل مميز.
نماذج وطرق تقديم الخدمات العلاجية في المدرسة
يعتبر اختيار النموذج الأنسب والأفضل لتقديم خدمات النطق واللغة والسمع في المدرسة عملية مرنة. بينما لا يوجد نموذج واحد مناسب لجميع الطلاب، يجب علينا فهم نطاق نماذج تقديم الخدمة بالإضافة إلى مزايا وقيود كل نموذج. وقد أظهرت المراجعة المنهجية للبحوث ميزة للنماذج القائمة على الفصول الدراسية حيث يشارك أخصائي أمراض النطق واللغة والسمع ومعلم الفصل الدراسي في تدريس دروس اللغة.
يوجد نماذج وطرق متعددة يستخدمها أخصائي النطق واللغة والسمع في المدرسة ومن أهم هذه النماذج أو الطرق:
1- التتبع/المراقبة Tracking / Monitoring
يقوم الأخصائي هنا بسحب الطالب من الفصل بوقت محدد لمدة تسعة أسابيع للتأكد من سلامة مهارات النطق واللغة لدى الطالب، كما يشارك الأخصائي رأيه حول مهارات الطالب التواصلية مع الأستاذ والوالدين، وهذا النموذج يسبق مرحلة وقف العلاج والتدريب للطالب.
2- داخل الفصل الدراسي CLASSROOM – BASED
يقوم الأخصائي هنا بتقديم خدمة العلاج للطالب داخل الفصل الدراسي وقد يتضمن البرنامج العلاجي خدمات مباشرة أو غير مباشرة من خلال تقديم النصح والإرشاد، وتتفاوت الخدمات العلاجية من خلال هذا النموذج في الفصل بين تشغيل مجموعات منفصلة وتدريبها، أو إلى سحب الطالب وتدريبه بشكل منفصل. هذا النموذج قد يكون مناسباً للطلبة الذين لديهم مشاكل لغوية ومشاكل في التحليل السمعي واللغوي داخل الفصل الدراسي.
3-السحب PULL-OUT
هنا يتم سحب الطالب إلى عيادة النطق واللغة في المدرسة، ويستخدم هذا النموذج في الحالات التي يتطلب فيها العلاج تدريباً فردياً أو في مجموعات صغيرة.
4- الاحتواء Self-Contained
يقوم أخصائي النطق واللغة في هذا النموذج بدور مدرس الفصل، بالإضافة إلى دوره كأخصائي للنطق واللغة، وعليه فإنه يساعد الطلبة في تحسين مهاراتهم الأكاديمية ومهارات النطق واللغة، ويوصى هذا النموذج للطلبة الذين يكون لديهم اضطراب شديد في مهارات النطق واللغة، ومع الطلبة الصغار في مرحلة الروضة.
5– المجتمعي Community-Based
يتم تطبيق واستخدام هذا النموذج خارج المدرسة، حيث يرافق أخصائي النطق واللغة ومدرِّس الفصل الطالب في الأنشطة الخارجية لتحسين المهارات الحياتية والوظيفية والعملية للطالب أثناء تفاعله مع المحيط الخارجي.
يقوم أخصائي النطق واللغة باختيار المفردات التي سيستخدمها الطالب في تفاعله، ويدربه على كيفية السؤال والجواب، ويتم التدريب أيضاً على تسلسل النشاط الخارجي والتفاصيل الخاصة بالنشاط المستهدف.
6- الجمعي Combination
يتم من خلال هذا النموذج جمع أكثر من نموذج، فقد يستخدم الأخصائي نموذج السحب مع نموذج داخل الفصل.
7- التشاور / التعاون Consultation/Collaboration
هنا يقوم الأخصائي بتقديم خدمات مباشرة وغير مباشرة من خلال التواصل الشخصي مع الأساتذة، والأهالي، والطلبة وغيرهم، الملاحظة والمراقبة، الاختبار، مراجعة ملف الطالب، إعطاء محاضرة، تقديم أمثلة ونماذج.
يتبين لنا في الختام الدور المحوري والأساسي لأخصائي أمراض النطق واللغة والسمع في المدارس وفي العملية التعليمية كاملةً ولا يقل هذا الدور أهميةً بأي شكل من الأشكال عن دور مدرس اللغة العربية، أو مادة الرياضيات، أو العلوم، أو غيرها من المواد. والحاجة جداً ماسة لتوفير أخصائيي أمراض النطق واللغة والسمع في كل مدرسة حكومية كانت أو خاصة. لذلك فإنه من الضروري جداً على جميع الأنظمة التربوية في العالم العربي اتخاذ الإجراءات والتشريعات والقرارات المطلوبة التي تضمن توفير أخصائيي النطق واللغة والسمع في كل مدرسة من أجل ضمان تعليم ومستقبل الطلبة الذين لديهم اضطرابات في مهارات النطق واللغة والسمع.
كتب المقالة الدكتور ياسر نعمان الصعبي
مدير برنامج ماجستير العلوم في اضطرابات النطق واللغة وبرنامج بكالوريوس علوم النطق واللغة والسمع في جامعة دار الحكمة الأهلية
المراجع
McKinnon DH, McLeod S, Reilly S (2007) The prevalence of stuttering, voice, and speech- sound disorders in primary school students in Australia. Lang Speech Hear Serv Sch 38(1): 5-15.
McLeod S, Harrison LJ (2009) Epidemiology of speech and language impairment in a nationally representative sample of 4-to 5-year-old children. J Speech Lang Hear Res 52(5): 1213-1229.
US Preventive Services Task Force (2006) Screening for speech and language delay in preschool children: Recommendation statement. Pediatrics 117(2): 497-501.