إنّ العمل مع ذوي الإعاقة يعد من أنبل الأعمال و أكثرها مسؤولية. حيث أنك تقدم مساعدة لفرد قد تساعد في تغيير مسار حياته و حياة عائلة خلفه و رفع مستوى جودة حياتهم. في حال التقصير قد يكون هناك مسؤولية و آثار سلبية على الطفل نفسه و أسرته. نضع هنا بعض الاعتبارات الأخلاقية التي باتباعها نرفع مستوى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
– الوضوح
يجب أن يكون هناك وضوح و شفافية عالية مع الأسرة عند تقديم تقرير التقييم (أو ما يندرج تحته مستوى الأداء الحالي في بعض الأحيان) و وصف حالة طفلهم و قدراته. و هذا لن يكون ممكن إلا بناء على استخدام الاختبارات و المقاييس المعتبرة التي تحدد نقاط القوة و نقاط الضعف بناء على نوع الخدمة المقدمة.
يجب أن يكون تقرير مستوى التقدم للطفل الذي يشرح أداءه خلال فترة زمنية سابقة (مثلا ٣ أشهر مضت) في عدة جوانب (اجتماعية، أكاديمية، مهارات اللعب، الرعاية الذاتية، سلوكية) مفصلاً و موضوعيًا. نعم يجب أن تكون إيجابيًا و تظهر جوانب التقدم و جوانب القوة لدى طفلهم. و لكن أيضا يجب أن توضح القصور/التحسين التي يجب العمل عليها. لا تعط الأسرة آمالاً وهمية أو غير حقيقة. فقد يعود ذلك سلبًا عليك. لا تكتب أن الطفل أتقن مهارة أو هدفًا معينًا بدون مساعدة منك و هو في الحقيقة يحتاج مساعدة. الدقة في اختيار الأهداف و كتابة التقرير بشكل موضوعي سيسهم في تقدم الطفل و يولد عند الأسرة القناعة عن مستوى و حالة طفلهم.
– التخصصية
يجب أن تقدم الخدمة في المجال الذي تعلمته و تلقيت التدريب النظري و العملي فيه. فعلى سبيل المثال، فإذا كنت مختصًا في مجال تقديم خدمات التربية الخاصة فإنه لا يمكنني أن أقدم الإستشارات للأسرة و تقديم التدريب للطفل في مجال تحسين نطق الأحرف الهجائية و أنا لم أتلق التدريب المكثف فيه (هذا المجال يكون من اختصاص أخصائي التخاطب). مثال آخر ، إذا كنت مشرفًا و قامت أم طفل بسؤالي عن طريقة علاجية طبية. فلا يمكنني أن أنصح أو أدحض ما تدعيه لأن ذلك ليس من اختصاصي. ما يمكن فعله هو توجيههم إلى طبيب الأسرة للسؤال عن تلك الحالة. احذر من أن تروج لطريقة علاجية غير مدعمة بالأبحاث الرصينة .. فقد تكون ضارة جسديا أو على مستوى أداء الطفل و قد تنهك الأسرة ماديًا دون وجود أي فائدة ملموسة من تلك الطريقة العلاجية.
– الخبرة الإكلينيكية العملية
من المهم أن تحمل درجة علمية في مجال معين و قد يساعدك ذلك في الحصول على وظيفة في ذلك المجال و لكن ليس بالضرورة أن يكون لديك الخبرة العملية المصحوبة بالإشراف من قبل خبير في المجال.
– الاعتراف بعدم الإلمام بكل شيء
لا تدعي الإلمام بكل شيء .. فنادرًا ما يكون هناك شخص ملم بكل المهارات و المعارف اللازمة لخدمة فئات مختلفة من ذوي الإعاقة أو حتى طفلين يكون لديهما نفس التشخيص. فعلى سبيل المثال قد يكون لديك الخبرة في العمل مع الأطفال ذوي متلازمة داون ممن هم في دون سن سبع سنوات و تدريسهم مهارات التواصل و التفاعل الاجتماعي و غيرها من المهارات و المعارف التي تدرس في ذلك العمر. و لكن ليس لديك الخبرة للعمل مع الراشدين و البالغين من ذوي متلازمة داون و تدريسهم المهارات المهنية.
نقطة جانبية
كم يأخذ منك الوقت لتصبح خبيرًا ؟
لتصبح خبيرًا قد تحتاج ما يقارب أكثر من عشرة آلاف (١٠٠٠٠) ساعة من الممارسة المركزة و تلقي الدعم و التغذية الراجعة المستمرة من مشرفك أو مشرفتك في جوانب مختلفة (أي ما يعادل ٢٠ ساعة أسبوعياً لمدة ١٠ سنوات ). وتؤثر هذه التغذية الراجعة في أدائك بشكل متكرر .. هنا قد تصبح خبيرًا في ذلك المجال.
إعداد: فريق ينمو