نمر جميعًا بأوقات لا نتحدث فيها بطلاقة. قد يبدو هذا مثل التوقف مؤقتًا للتفكير، أو قول “أمم” أو كلمة “يعني” في منتصف الحديث، أو نطق خاطئ لكلمات نعرفها مسبقًا، أو تكرار لبعض الكلمات. تُسمى هذه المواقف بـ “التلعثم الطبيعي” التي تُعد جزء طبيعي من التواصل ولا تدل على اضطراب في الكلام.
حول التأتأة
عادةً ما يواجه الأشخاص الذين يتأتئون صعوبة في طلاقة الكلام والتواصل أكثر من غيرهم. قد يكررون أجزاءً من الكلمات، أو يُطيلون بعض الأصوات لفترة طويلة، أو يعلَقون قبل بدء نطق كلمة أو في منتصفها.
قد تشمل التأتأة أيضًا التوتر والمشاعر السلبية تجاه الكلام. حيث يميل بعض الأشخاص الذين يتأتئون إلى إخفاء التأتأة لقلقهم مما قد يعتقده الآخرون. على سبيل المثال، قد يتجنبون كلمات أو مواقف معينة، مثل التحدث على الهاتف.
من الممكن أن تتقلب وتتغير التأتأة من يوم لآخر. في بعض الأحيان، قد تكون أكثر طلاقة؛ وفي أحيان أخرى، قد تتلعثم أكثر. ويمكن أن يؤدي التوتر أو الحماس إلى المزيد من التأتأة.
علامات التلعثم الطبيعي والتأتأة والفرق بينهما:
أولًا، التلعثم الطبيعي:
- إضافة صوت أو كلمة، (تُسمى كلمات الحشو) – “أنا أممم بحاجة للعودة إلى المنزل”.
- تكرار كلمات كاملة – “بسكويت، بسكويت وحليب”.
- تبديل الكلمات في الجملة (يُسمى المراجعة) – “كان عندي… فقدت سني”. كان المتحدث يرغب بقول “كان عندي سن” ثم بدل جملته إلى “فقدت سني”.
- عدم إكمال فكرة – “اسمه هو… لا أتذكر”.
ملاحظة: عندما يتعلم الأطفال الكثير من الكلمات أو أصوات الكلام الجديدة، قد تلاحظ بعضًا من هذه التلعثمات الشائعة.
ثانيًا، التأتأة:
- تكرار مقطع من الكلمة – “العشب أخـ – أخـ – أخـ – أخضر.”
- تكرار كلمات وعبارات بإفراط – “ماء – ماء – ماء – ماء بارد.”
- مدّ وإطالة الأصوات – “ششششهد صديقتي.”
- توقف مفاجئ في بداية أو منتصف الكلام – “أريد (توقف) كعكة.”
قد تلاحظ أيضًا سلوكيات أخرى مثل هز الرأس أو رمش العينين أو التعرق. في بعض الأحيان، يشعر الأشخاص الذين يتأتئون أن بعض هذه السلوكيات تساعدهم على التوقف عن التأتأة. وقد يتجنبون أيضًا استخدام كلمات معينة، أو قد يستخدمون كلمات مختلفة لتجنب التأتأة.
يمكن أن تؤثر المشاعر الشخصية والمواقف وأفعال الآخرين على مدى تلعثم الشخص. إليك بعض الأمثلة على الأمور التي قد تزيد من التأتأة:
- المشاعر الشخصية، مثل:
- الإحباط
- الحماس
- التوتر
- الشعور بالاندفاع
- المواقف، مثل:
- العطلات
- الأماكن المزدحمة
- التحدث عبر الهاتف
- تصرفات الآخرين، مثل:
- السخرية من الشخص الذي يتأتئ
- عدم الصبر عليه
- لفت الانتباه إلى كلامه
- محاولة “مساعدته” من خلال إكمال كلماته بدلًا منه
أسباب التأتأة
عادةً ما تبدأ التأتأة بين سن الثانية والسادسة. يمر العديد من الأطفال بفترات طبيعية من التلعثم تستمر لأقل من ستة أشهر.
لا يوجد سبب واحد محدد للتأتأة. تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
- التاريخ العائلي – لدى العديد من الأشخاص الذين يتأتئون فرد من العائلة يواجه التأتأة أيضًا.
- اختلافات الدماغ – قد يعاني الشخص الذي يتأتئ من اختلافات طفيفة في طريقة عمل دماغه أثناء الكلام، مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتأتئون.
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية استمرار التأتأة:
- الجنس – الأولاد أكثر عرضة لاستمرار التأتأة من البنات.
- العمر عند بدء التأتأة – الأطفال الذين يبدؤون التأتأة في سن الثالثة والنصف أو أكثر هم أكثر عرضة لاستمرار التلعثم.
- أنماط التعافي العائلي – الأطفال الذين يستمر أفراد أسرهم في التأتأة هم أيضًا أكثر عرضة لاستمرار التأتأة.
زيارة أخصائيـ/ـة اضطرابات النطق واللغة
إذا كنت تعتقد أن طفلك يتلعثم، فاطلب المساعدة من أخصائي النطق واللغة في أقرب وقت ممكن. فالمساعدة المبكرة تقلل من احتمالية استمرار تلعثم طفلك. تواصل مع الأخصائي في حال حدوث أي من الحالات التالية:
- استمرار تلعثم طفلك لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا أو أكثر.
- بدء طفلك بالتلعثم في عمر متأخر (بعد 3 سنوات ونصف).
- بدء طفلك بالتلعثم بشكل متكرر.
- شعور طفلك بالتوتر أو الصعوبة عند التحدث.
- تجنب طفلك للحديث.
- وجود تاريخ عائلي للتأتأة.
فحص طفلك للتأتأة
من المهم مراجعة أخصائي النطق واللغة لإجراء الفحص؛ حيث أنه ليس من السهل دائمًا معرفة ما إذا كان الطفل يتأتئ في الكلام، لذا سيتحقق الأخصائي من التالي:
- نوع تلعثُم طفلك (تلعثم طبيعي أم تأتأة)؛
- عدد المرات التي تلعثَم فيها طفلك؛
- استجابة وردة فعل طفلك عندما يتلعثم؛
- كيف يحاول طفلك “إصلاح” أو تغيير سرعة حديثه.
أيضًا، سيسأل أخصائي النطق واللغة عما إذا كان كلام طفلك يؤثر على طريقة لعبه مع الآخرين، أو ما إذا كان يصعب عليه التحدث في المدرسة. إضافةً لذلك، سيقوم أخصائي النطق واللغة باختبار كلام طفلك ولغته، يشمل ذلك كيفية نطقه للأصوات والكلمات، ومدى فهمه لما يقوله الآخرون، ومدى براعته في استخدام الكلمات للتحدث. أخيرًا سيستخدم أخصائي النطق واللغة جميع هذه المعلومات لتحديد ما إذا كان طفلك يواجه التأتأة أم هو مجرد تلعثم طبيعي.
كيف تساعدين طفلك في حالة التشخيص بالتأتأة ؟
هناك طرق مختلفة لمساعدة طفلك على تجاوز التأتأة. عادةً ما يتكوّن فريق الرعاية من طفلك، ومنك أنت، إلى جانب أفراد من العائلة، وأخصائي النطق واللغة، ومعلم طفلك في المدرسة؛ وذلك لتأكيد حصول طفلك على المساعدة المناسبة من جميع النواحي.
غالبًا ما يركز العلاج على مساعدة طفلك على التحدث براحة وحرية أكبر في المدرسة وفي مختلف البيئات الاجتماعية. كما يساعد أخصائي النطق واللغة طفلك على مواجهة المواقف الكلامية التي تجعله يشعر بالخوف أو القلق ويدربه على استخدام استراتيجيات خاصة بحالته للتغلب على التأتأة.
قد يرغب الأطفال الذين يواجهون التأتأة في الانضمام إلى مجموعات الدعم، حيث يمكنهم التحدث مع أشخاص آخرين يواجهون التأتأة وتبادل التجارب والخبرات بين بعضهم الآخر.
كيف يساعدك تطبيق “ينمو طفلي” في حالة التأتأة ؟
يمكنك زيارة تطبيق “ينمو طفلي” لمساعدة طفلك خلال تقديم خدمات متخصصة وبيئة داعمة تساعده على تحسين مهارات التواصل وبناء الثقة بالنفس وذلك عبر تقييم مجاني لمساعدتك على فهم حالة طفلك -من خلال أسئلة بسيطة يتم الإجابة عليها بعناية- والذي سيزوّدك بتوصيات خاصة بطفلك.
بعد إجراء التقييم، يمكنك بدء جلسات فردية مع أخصائيين مختصين في علاج اضطرابات النطق واللغة وبدء رحلة التحكم بالتأتأة.
سجل في ينمو طفلي الآن
المرجع
https://www.asha.org/public/speech/disorders/stuttering/