قليل التكلفة ، و عالِ الكفاءة: برنامج فصيح للكشف عن اضطرابات اللغة

27 يناير 2025

يبلغ معدل انتشار اضطرابات اللغة في مجتمع الأطفال الصغار حوالي 7.5%  وفق نتائج دراسة أعدها مجموعة من الباحثين في كلية لندن الجامعية. كغيرها من الاضطرابات النمائية، يساهمان الكشف المبكر و من ثم العلاج المبكر بشكل كبير في الحد من تفاقم الأمر. 

 

تظهر الآثار السلبية المصاحبة لاضطرابات اللغة على هيئة إخفاق في التحصيل الأكاديمي وضعف في التواصل الاجتماعي. ومن جانب آخر، تظهر آثار قصيرة وطويلة المدى تتعلق بالتكلفة الاقتصادية للاهتمام بطفل مشخص بأحد اضطرابات اللغة. 

 

يفرضُ الوضع الراهن في المملكة أن يكون هناك زمنٌ بين وقت تشخيص اضطراب اللغة و بين بداية حصول الطفل على الخدمة العلاجية المناسبة، مما لا يصب في مصلحة الطفل وأسرته. على الرغم من الجهود السخية التي توفرها المملكة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، ما زالت هناك حاجة كبيرة لاهتمام متخصص باضطرابات اللغة، وهذا ما تعمل عليه مبادرة (فصيح) كثمرة تعاون بين شركة عبدالقادر المهيدب و شركة ينمو .

 

خلال العام الماضي، عملت مبادرة فصيح على تطوير استراتيجيات تلبي الحاجة المتزايدة للكشف السريع عن اضطرابات اللغة و ضمان الحصول على الخدمات بواسطة أخصائيي النطق و التخاطب. وبالتوازي مع تقديم الخدمات، عمل فريق من الباحثين في فصيح على دراسة تحليل فاعلية التكلفة بهدف تقييم تكلفة تقديم خدمات التشخيص والعلاج عبر برنامج (فصيح) و مقارنتها بالطريقة التقليدية. قد اختيرت هذه الطريقة تحديدًا لأنها تشمل أخذ النتائج في الاعتبار ، بالإضافة إلى تضمينها جميع التكاليف المادية المباشرة و غير المباشرة (مثل ضعف الإنتاجية).

 

كشفت النتائج أن نموذج فصيح يوفر (مقارنة بالنموذج التقليدي) قرابة 4,500 ريال للطفل الواحد بافتراض أن الفترة العلاجية ستة أشهر فقط. أيضًا ، بمقارنة مخرجات البرنامجين، يظهر نموذج فصيح فاعلية أكثر في تطوير المهارات اللغوية للأطفال. وبالطبع اضطرابات اللغة ليست متماثلة و قد تحتاج إلى فترات علاجية أطول من ذلك بكثير، و عليه قد تزيد التكاليف التي تتحملها عائلات الأطفال.

 

الفائدة المرجوة من مثل هذه الدراسات والنماذج ، أنها تقدم حلولا لصناع القرار لتخصيص موارد مادية وبشرية للتركيز على صحة الأطفال. يبدأ الأمر من اعتماد آلية للفحص المبكر بغرض الكشف عن اضطرابات اللغة ، و تقديم الخدمات المطلوبة في الوقت المناسب.  بذلك ، تنخفض التكاليف الاقتصادية التي تلقى على كاهل الأسر، و على نطاق أكبر تنخفض النفقات المجتمعية المطلوبة لعلاج اضطرابات اللغة. 

Other blogs that might interest you