يصلنا هذا السؤال كثيرًا عما إذا كان الأطفال الخدج معرضين لخطر تأخر اللغة، وإذا كان الأمر كذلك فما هي المخاطر.
لذلك طلبنا من مستشاري أمراض النطق واللغة لدينا الإجابة على الأسئلة التالية:
هل الأطفال الخدج معرضون لخطر التأخر في النطق واللغة؟
الإجابة بالمختصر نعم. يتعرض الأطفال الخدج لخطر الوصول إلى مراحل النطق واللغة في وقت متأخر عن أقرانهم الذين أكملوا فترة حملهم. وترتبط هذه الأبعاد بفهم اللغة وحجم المفردات والمهارات النحوية وإصدار الأصوات والتنظيم الذاتي والتفاعل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون إنجاب طفل سابق لأوانه تجربة مرهقة للآباء، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بدوره على ديناميكية العلاقة بين الوالدين والطفل.
لحسن الحظ، من خلال دمج أنشطة بناء اللغة القائمة على الدراسات خلال روتينك اليومي، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية أن يكون لهم تأثير عميق على تطور الكلام واللغة لدى أطفالهم.
ما هي الحقائق حول هذا الموضوع؟
تشير الدراسات إلى أن الأطفال المولودين قبل الأوان يميلون إلى أن تكون لديهم مفردات أقل عند عمر 3 سنوات مقارنة بالأطفال الذين يولدون بعد فترة حمل كاملة. وبدون الدعم، يمكن أن تستمر هذه الفجوة في الاتساع خلال مرحلة ما قبل المدرسة وسن المدرسة (زيمرمان، 2018).
وفقا لسانسافيني (2011)، فإن الأطفال الخدج يطورون الإيماءات والكلمات وفهم اللغة بمعدل أبطأ من الأطفال الناضجين. ويؤدي هذا إلى اختلاف متزايد في المهارات اللغوية يستمر في الاتساع خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
أيضاً، تابعت دراسة طولية أجراها ستولت وزملاؤه (2016) مجموعة مكونة من 29 طفلًا خديج و28 طفلًا مكتمل النمو منذ الولادة وحتى سن المدرسة. ووجدوا أنه عند الأطفال الخدج يرتبط تطور الإيماءات عند عمر سنة واحدة بشكل كبير وإيجابي أعلى من تطور تطور المفردات عند عمر 5 سنوات. الأطفال الذين يولدون قبل الأوان هم أكثر عرضة لأن يكون لديهم فهم لغوي أضعف ومفردات أقل من أقرانهم الذين أكملوا فترة الحمل.
أظهرت دراسة أجراها جراي وزملاؤه (2013) أن أمهات الأطفال الخدج يتعرضن لضعف الضغط المرتبط بالتربية في السنة الأولى من حياة طفلهن. وهذا يمكن أن يؤثر على جودة العلاقة بين الوالدين والرضيع حيث ترتبط الاستجابات العالية بين الأم والرضيع الخديج بتطور لغوي أفضل بكثير (White-Traut، 2018).
لماذا الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة؟
إن الأبحاث حول نمو الدماغ تعلمنا أن الوقت المبكر هو الأفضل!
يبدأ تعلم اللغة عند الولادة، وتمثل الفترة المبكرة من عمر 6 إلى 24 شهرًا فرصة ذهبية لزيادة المرونة العصبية للدماغ إلى أقصى حد ودعم تطوير مهارات الاتصال المبكرة حيث تبدأ الإيماءات في التطور قبل الكلمات وهي أساس تطور اللغة.
تظهر الأبحاث أن تطور الإيماءات بين 9 إلى 16 شهرًا يتنبأ بمهارات إنتاج الكلمات عند 24 شهرًا ومهارات إنتاج الكلمات في عمر 24 شهرًا تتنبأ بشكل كبير بمهارات اللغة والقراءة والكتابة في سن الخامسة.
ما الذي يمكنني فعله لتقليل خطر تأخر اللغة لدى طفلي؟
هناك الكثير من الأمور الرائعة التي يمكنك القيام بها!
- بدايةً اعِلم أنك تفعل الكثير بالفعل من خلال مراقبة تطور كلام طفلك ولغته. فالأطفال يتعلمون اللغة من خلال التفاعلات سريعة الاستجابة مع مقدمي الرعاية الأساسيين لهم (الوالدين)
- إذا كنت تبحث عن موارد إضافية حول كيفية تحفيز التفاعل واللغة المبكرة لدى طفلك، نقترح البدء بنشاط واحد بسيط يمكنك القيام به أثناء اللعب أو في روتينك اليومي. لدى فصيح مدونة رقمية تضم عشرات المقالات والأنشطة التي تم تطويرها بواسطة خبرائنا من أخصائيي أمراض النطق واللغة لدى الأطفال. الأنشطة ممتعة وتعليمية ومنظمة لتتناسب بسهولة مع أجزاء مختلفة من يومك المزدحم (مثل وقت الاستحمام والتغذية ووقت اللعب)
- من خلال التفاعل النشط مع طفلك طوال اليوم باستخدام هذه الأنشطة المنظمة والمحفزة للغة، يمكنك البدء في الاستماع إلى كيفية تواصل طفلك والتأثير عليها بشكل إيجابي. ضع في اعتبارك أن التكرار والاتساق هما المفتاح!
إذا كنت تقوم بدمج هذه الأنشطة في روتينك اليومي لبضعة أسابيع وما زال لديك أسئلة أو مخاوف، فابدأ بتطبيق مقياس التطور اللغوي المعتمد لاختبار لغة طفلك، لكونه الاختبار الأول من نوعه للكشف المبكر عن اضطرابات اللغة في المملكة.
إذا ظهر أن طفلك متأخر لغويا، سيُتاح لك بعد ذلك حجز وقتًا للتحدث مع أحد أخصائيي أمراض النطق واللغة المرخصين لدينا للتعرف على برنامج العلاج الافتراضي من خلال تطبيق ينمو الأسرة.